إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب المساجد - (باب ما تشد الرحال إليه من المساجد) إلى (باب نبش القبور واتخاذ أرضها مسجداً)

شرح سنن النسائي - كتاب المساجد - (باب ما تشد الرحال إليه من المساجد) إلى (باب نبش القبور واتخاذ أرضها مسجداً)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن أفضل البقاع إلى الله هي المساجد، وأفضلها المساجد الثلاثة: المسجد الحرام والنبوي وبيت المقدس، فلا تشد الرحال إلا إليها، وأما غيرها فلا يجوز شد الرحال إليها بقصد التبرك بها أو اعتقاد فضلها، وأما إن كان شد الرحال من أجل زيارة أخ ونحو ذلك فلا بأس.

    شرح حديث: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ ما تشد الرحال إليه من المساجد.

    أخبرنا محمد بن منصور حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى ) ].

    يقول النسائي رحمه الله: (ما تشد إليه الرحال من المساجد).

    الترجمة معقودة لبيان المساجد التي يشرع شد الرحال إليها، والتي للمسلم أن يسافر من أجلها، وقد أورد فيه النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى )، وهذا الحديث واضح الدلالة على الترجمة؛ لأن الحديث دل على أن السفر، وشد الرحل للوصول إلى بقعة، أو الوصول إلى أرض من أجل فضلها، ومن أجل ميزتها إنما يكون لهذه المساجد الثلاثة.

    وعلى هذا فإن السفر للوصول إلى أرض من أجل التقرب إلى الله عز وجل فيها لذاتها إنما يكون لهذه الأماكن الثلاثة، فلا تشد الرحال إلى مقابر في مكان معين من الأرض، ولا تشد الرحال للوصول إلى بقعة من أجل فضلها، ومن أجل قداستها وميزتها، فإن ذلك لا يكون إلا لهذه المواضع الثلاثة، أو لهذه المساجد الثلاثة التي بينها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

    أما إذا كان السفر ليس من أجل فضل الأرض، ولا من أجل ميزة الأرض، ولا من أجل التقرب إلى الله عز وجل في أرض معينة، وإنما يكون السفر المقصود منه زيارة أخ، أو كذلك طلب علم، أو ما إلى ذلك فإن السفر مطلوب ولا مانع منه، وإنما المنع في قصد بقعة من الأرض لذاتها، فإن هذا لا يكون إلا لهذه المساجد الثلاثة التي هي: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى، فهي التي تشد إليها الرحال، والحديث دال على فضل هذه المساجد الثلاثة، وعلى ميزتها، ودال على أنه لا تشد الرحال إلا إليها.

    وقوله: (لا تشد الرحال)، الرحال: جمع رحل، وهو ما يوضع على البعير، ويركب عليه الراكب، وهو للبعير بمنزلة السرج للفرس؛ لأن الذي يوضع على الفرس ليركب عليه الراكب يقال له: سرج، والذي يوضع على البعير ليركب عليه الراكب يقال له: رحل، والرحل له أعواد، وقد جاء في سترة المصلي أنها تكون مثل مؤخرة الرحل، وهي: العود الذي يكون في الرحل؛ ليستند عليه الراكب، فهذا هو مؤخرة الرحل التي جاء ذكرها في سترة المصلي، فهو شيء بارز وشيء بيّن يصلي إليه المصلي، وقد مثل به النبي صلى الله عليه وسلم للسترة، وأنها مثل مؤخرة الرحل.

    تراجم رجال إسناد حديث: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد...)

    قوله: [ أخبرنا محمد بن منصور ].

    سبق أن عرفنا فيما مضى أن محمد بن منصور من شيوخ النسائي، وله شيخان كل منهما يقال له: محمد بن منصور، وكل منهما روى عن سفيان بن عيينة، ولكن هناك شيء يستدل به على تعيين أحدهما، وتمييزه عن الآخر إذا جاء غير منسوب، وكذلك فيما إذا كان سفيان غير منسوب.

    ومحمد بن منصور أحدهما المكي، والآخر طوسي، فـمحمد بن منصور الجواز هذا مكي، ومحمد بن منصور الطوسي هذا طوسي، فنسبة كل منهما مختلفة من حيث البلد، ومن المعلوم أنه إذا جاء الإبهام فإنه يحمل على من يكون له بالشيخ صلة، وعلى من يكون له به علاقة، أو يكون من أهل بلده، ومن المعلوم أن سفيان بن عيينة مكي، ومحمد بن منصور مكي، فيحمل على أنه محمد بن منصور الجواز المكي ؛ لأن هذا هو الأقرب في أن يكون هو المراد، وأن يكون هو مقصود النسائي في قوله: محمد بن منصور الذي أهمله، ولم ينسبه النسبة التي يتميز بها عن الآخر.

    فإذاً: يحمل على أنه المكي؛ لأن سفيان بن عيينة مكي، ومما يوضح أن سفيان هو سفيان بن عيينة أيضاً، كونه يروي عن الزهري، وسفيان بن عيينة معروف بالرواية عن الزهري، وهو قريب منه في البلد؛ لأن الزهري في المدينة، وسفيان بن عيينة في مكة، فيحمل على أنه سفيان بن عيينة، وسبق أن عرفنا فيما مضى أن الثوري قال الحافظ ابن حجر في الفتح: إنه لا يروي عن الزهري إلا بواسطة، وهنا الرواية عن الزهري مباشرة، فهو سفيان بن عيينة، ومحمد بن منصور الجواز ثقة، خرج حديثه النسائي وحده.

    وأما سفيان بن عيينة فهو محدث مشهور، ثقة، حجة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن الزهري ].

    الزهري هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، وهو مشهور بالنسبة إلى جده زهرة بن كلاب، ومشهور بالنسبة إلى جده شهاب، أحياناً يأتي بلفظ الزهري، وأحياناً يأتي بلفظ ابن شهاب ويراد به محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، يعني: شهاب جد جده، يعني: جد جد محمد بن مسلم.

    والزهري إمام جليل، ومحدث فقيه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [ عن سعيد ].

    وهو ابن المسيب، وسعيد بن المسيب هو أحد الفقهاء السبعة في المدينة المشهورين في عصر التابعين، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [ عن أبي هريرة ].

    وأبو هريرة رضي الله تعالى عنه هو عبد الرحمن بن صخر على أصح الأقوال في اسمه واسم أبيه، وهو صحابي جليل مشهور، أكثر الصحابة حديثاً، والمكثرون من رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة، وأبو هريرة هو أكثرهم حديثاً رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088567375

    عدد مرات الحفظ

    777371970