إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الإمامة - (باب الركوع دون الصف) إلى (باب الصلاة قبل العصر)

شرح سنن النسائي - كتاب الإمامة - (باب الركوع دون الصف) إلى (باب الصلاة قبل العصر)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن من سماحة هذا الدين أن جاء ليدل المسلم على ما ينفعه، ومن ذلك الأمر بإحسان الصلاة، وعدم إتيانها سعياً، وإنما يأتي وعليه السكينة والوقار، كما دلت السنة على ما يتعلق بالسنن الرواتب لصلاتي الظهر والعصر.

    شرح حديث أبي بكرة: (أنه دخل المسجد والنبي راكع فركع دون الصف...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [الركوع دون الصف.

    أخبرنا حميد بن مسعدة عن يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن زياد الأعلم حدثنا الحسن : أن أبا بكرة رضي الله عنه حدثه: (أنه دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم راكع، فركع دون الصف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: زادك الله حرصاً ولا تعد)].

    يقول النسائي رحمه الله: الركوع دون الصف، أي: ليدرك الركعة قبل أن يصل إلى الصف فيركع وحده، ثم بعد ذلك يدب ويقف في الصف وهو راكع، وقد أورد النسائي فيه حديث أبي بكرة رضي الله عنه: أنه ركع دون الصف، ثم دخل فيه، ولما سلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال لـأبي بكرة : (زادك الله حرصاً ولا تعد)، يعني: لا تعد إلى مثل هذا العمل، الذي هو الركوع دون الصف، وإنما الذي يأتي إلى الصلاة يمشي وعليه السكينة والوقار، فإذا وصل في الصف ودخل في الصلاة وكبر تكبيرة الإحرام ثم ركع واستقر راكعاً قبل أن يرفع الإمام رأسه من الركوع فإنه يكون مدركاً للركعة بذلك، وإذا لم يتمكن من الوصول إلى الصف إلا بعدما يرفع الإمام فإنه يدخل في الصلاة ويوافق الإمام في بقية الركعة، وإذا قام يقضي ما فاته فلا يعتد بالركعة التي لم يدرك ركوعها، فالرسول صلى الله عليه وسلم لما فعل أبو بكرة رضي الله عنه هذا العمل، الذي هو ركوعه دون الصف ثم دخوله في الصف قال له صلى الله عليه وسلم: (زادك الله حرصاً)؛ لأن الذي حمله على هذا هو الحرص على إدراك الجماعة، وإدراك فضل الجماعة، والرسول صلى الله عليه وسلم دعا له بأن يزيده الله حرصاً، ولكنه أرشده إلى عدم العود، وأن الحرص ينبغي أن يكون على وفق ما هو مشروع، وعلى الوجه المشروع، فلا يحصل من الإنسان الحرص ولكن يحصل منه مخالفة أو فعل شيء غير مشروع، وإنما يكون الحرص في حدود المشروع، وعلى ما هو مشروع، ويكون الإنسان يقدم إلى صلاة الجماعة يمشي، وعليه السكينة والوقار، فما أدرك صلى وما فاته أتم، كما جاء ذلك مبيناً في الحديث الآخر، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام: (فامشوا وعليكم السكينة والوقار، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا)، والحديث الذي مر بنا: (إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فاقضوا)، أي: أن عمل أبي بكرة رضي الله عنه نهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العود إليه، فدل ذلك على أنه غير سائغ، وأن الإنسان لا يركع إلا إذا وصل في الصف وكان في الصف، فعند ذلك يركع، فإذا استقر راكعاً والإمام لم يرفع رأسه من الركوع يكون قد أدرك الركعة بإدراكه الركوع مع الإمام، وإذا فاته إدراك الركوع تكون قد فاتته الركعة، لكنه يدخل مع الإمام ويقضي ما فاته بعد ذلك.

    تراجم رجال إسناد حديث أبي بكرة: (أنه دخل المسجد والنبي راكع فركع دون الصف...)

    قوله: [أخبرنا حميد بن مسعدة].

    وهو حميد بن مسعدة البصري، صدوق، خرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن يزيد بن زريع].

    وهو يزيد بن زريع البصري، ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا سعيد].

    وهو ابن أبي عروبة، ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن زياد الأعلم].

    وهو زياد بن حسان بن قرة الأعلم، المعروف بـالأعلم، وهو ثقة، خرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.

    [حدثنا الحسن].

    وهو ابن أبي الحسن البصري، المحدث، الفقيه، المشهور، وهو: ثقة، يرسل، ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي بكرة].

    وهو أبو بكرة رضي الله تعالى عنه، نفيع بن الحارث، صحابي مشهور بكنيته أبي بكرة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    شرح حديث: (...ألا ينظر المصلي كيف يصلي لنفسه...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك حدثني أبو أسامة حدثني الوليد بن كثير عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ثم انصرف، فقال: يا فلان! ألا تحسن صلاتك؟ ألا ينظر المصلي كيف يصلي لنفسه؟ إني أبصر من ورائي كما أبصر بين يدي)].

    أورد النسائي حديث أبي هريرة، وهو: أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى بأصحابه فلما انصرف قال: [(يا فلان، ألا تحسن صلاتك؟ ألا ينظر أحدكم كيف يصلي لنفسه؟)]، والحديث جاء في صحيح مسلم، وفيه: (ألا ينظر كيف يصلي، فإنما يصلي لنفسه)، يعني: أن العاقل صلاته نفعها يعود عليه، فعليه أن يعنى بها وأن يأتي بها على الوجه المشروع، وألا يحصل منه إخلال بها؛ لأن فائدة ذلك ومنفعته تعود عليه، والعاقل هو الذي يفعل ما يعود عليه بالخير، ويحذر مما يعود عليه بالشر، أو يعود عليه بنقصٍ في صلاته التي يصليها ويرجو ثوابها برها ويرجو الجزاء عليها عند الله عز وجل.

    قال: [(فإني أراكم من ورائي كما أراكم بين يدي)]، الحديث ليس واضح الدلالة على الترجمة؛ لأن الترجمة هي الركوع خلف الصف، وهذا ليس فيه شيء يدل على الركوع خلف الصف، ولكنه يتعلق بتحسين الصلاة والعناية بها والإتيان بها على وجه الإحسان والإتقان وعدم الإخلال، هذا هو الذي يدل عليه الحديث، وفيه: أن الرسول عليه الصلاة والسلام يطلعه الله عز وجل فيرى من ورائه كما يرى من أمامه، ولهذا فقد رأى هذا الشخص الذي كان يصلي وراءه، والذي نبهه هذا التنبيه، وأرشده هذا الإرشاد؛ لأنه يرى من ورائه كما يرى من أمامه، وهذا من معجزاته وخصائصه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وسبق أن مر بنا ما يدل على ذلك، وهنا جاء يتعلق بتحسين الصلاة.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... ألا ينظر المصلي كيف يصلي لنفسه...)

    قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك].

    وهو محمد بن عبد الله بن المبارك، المخرمي، وهو ثقة، حافظ، خرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.

    [حدثني أبو أسامة].

    وهو حماد بن أسامة، مشهور بكنيته أبو أسامة، وكنيته توافق اسم أبيه؛ لأن أباه أسامة، وكنيته أبو أسامة، وهذا النوع من أنواع علوم الحديث التي نبهت مراراً عليه، وهو: معرفة من وافقت كنيته اسم أبيه، وفائدة ذلك: دفع توهم التصحيف فيما لو قيل: حماد أبو أسامة بدل حماد بن أسامة، فمن لا يعرف يظن أن (أبو) مصحفة عن (ابن)، والذي يعرف يقول كل ذلك صواب، أي: إن قيل: حماد بن أسامة فهو حماد بن أسامة، وإن قيل: حماد أبو أسامة، فهو حماد أبو أسامة؛ لأن الكنية مطابقة لاسم الأب، وحماد أبو أسامة، ثقة، ثبت، ربما دلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثني الوليد بن كثير].

    وهو الوليد بن كثير المخزومي، صدوق، خرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن سعيد بن أبي سعيد].

    وهو سعيد بن أبي سعيد المقبري، وأبوه اسمه كيسان، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبيه].

    وهو كيسان أبو سعيد المقبري، ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي هريرة]

    وهو أبو هريرة، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر الصحابة حديثاً على الإطلاق، والذين عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة، أكثر هؤلاء السبعة أبو هريرة رضي الله عنه، والسبعة هم الذين ذكرهم السيوطي في الألفية في قوله:

    والمكثرون في رواية الأثر أبو هريرة يليه ابن عمر

    وأنس والبحر كالخدري وجابر وزوجة النبي

    والبحر هو ابن عباس .

    فـأبو هريرة رضي الله عنه هو أول هؤلاء السبعة، وهو أكثر هؤلاء السبعة حديثاً على الإطلاق رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وسبق أن ذكرت في دروس مضت سبب هذا الإكثار مع أنه متأخر في الإسلام؛ لأن إسلامه عام خيبر في السنة السابعة، ومع ذلك فهو أكثر الصحابة حديثاً على الإطلاق، ولهذا بعض المضلين الحاقدين على الصحابة وعلى أهل السنة والجماعة يتكلمون في رواية أبي هريرة، ويقولون: إن أبا هريرة حديثه بالآلاف مع أنه متأخر الإسلام، والذين هم ملازمون لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل: الخلفاء الراشدين أحاديثهم دون ذلك بكثير، فهذا يدل على ماذا؟! يعني: يريدون أن يلمزوا، وأن يقدحوا، وأن يشككوا، ومن المعلوم: أن هناك أموراً هي السبب في هذه الكثرة، منها: دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له بالحفظ، ومنها: أنه لازم الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أسلم، فقد بين ذلك أن المهاجرين والأنصار يشتغلون بالأسواق والبيع والشراء والزروع والحرث، وأما هو يلازم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأكل مما يأكل، ثم أيضاً مما كان سبباً في كثرة حديثه: كونه بقي في المدينة وعاش بها وطالت مدته، ومعلوم أن المدينة يفد إليها الناس صادرين وواردين ويلتقون بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فيأخذون منهم، ويتلقون عنهم، ثم الصحابة يأخذ بعضهم من بعض، ويروي بعضهم عن بعض، وإن كان ذلك الصحابي المتأخر إسلاماً لم يدرك هذا الذي يرويه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فإنه يكون أخذها عن الصحابة، ومراسيل الصحابة حجة، فهذه من أسباب كثرة حديثه مع تأخر إسلامه، ولا يقدح في روايته ولا يعاب على كثرة روايته، وإنما الذين يعيبون ذلك ويتكلمون في ذلك بعض أهل الزيغ، وبعض الفرق الضالة الذين في قلوبهم غل وحقد على الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088550928

    عدد مرات الحفظ

    777280092