إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصلاة
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الافتتاح - تابع باب تزيين القرآن بالصوت

شرح سنن النسائي - كتاب الافتتاح - تابع باب تزيين القرآن بالصوتللشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على التغني بالقرآن وتزيين قراءتنا له؛ لأن ذلك يبعث على التدبر والاتعاظ فتكون الفائدة أعظم، ولذلك كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم مفسرة حرفاً حرفاً، يمد ما يستحق المد، ويقف على رؤوس الآي.

    شرح حديث: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [تزيين القرآن بالصوت.

    أخبرنا محمد بن زنبور المكي حدثنا ابن أبي حازم عن يزيد بن عبد الله عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به)].

    سبق أن مر بنا ذكر الترجمة وهي: تزيين القرآن بالصوت، وعرفنا أن المراد بذلك القراءة، وأن الإنسان يزين قراءته بالصوت الحسن الذي يجعل السامع يعتبر ويتعظ، وكذلك أيضاً هو بتحسين قراءته يحصل تلك الفائدة، وهي من غير تمطيط ومجاوزة للحد واشتغال بتحسين الصوت عن التدبر ومعرفة المعنى والاعتبار به، وإنما يكون بهذا وبهذا، وقد سبق أن مر بنا بعض الأحاديث الواردة في ذلك، ومنها حديث: (زينوا القرآن بأصواتكم) وهنا أورد النسائي بقية الأحاديث المتعلقة بهذه الترجمة، ومنها هذا الحديث الذي هو حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به).

    (ما أذن الله لشيء)، يعني: ما استمع لشيء أذنه لنبي، والمراد بالنبي هو الجنس، وليس المراد به نبياً معيناً، والقرآن المراد به القراءة أو المراد به كلام الله مطلقاً، يعني حتى يصلح أن يكون شاملاً للأنبياء، وليس المراد به رسول الله عليه الصلاة والسلام فقط، وإنما هو لفظ عام المراد به جنس النبي.

    فالقرآن إما أن يراد به القراءة أو يراد به كلام الله عز وجل الذي منه القرآن وغير القرآن الذي هو التوراة والإنجيل والزبور وغيرها من الكتب السابقة التي هي من كلام الله عز وجل.

    (ما أذن الله لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به) يعني: يحسن صوته بالقرآن ويجهر به، أي: يرفع الصوت، فالمراد: رفع الصوت مع التحسين، وإذا كان الصوت مرتفعاً مع تحسينه فإن الفائدة فيه أعظم وأشمل.

    وهنا جاء: (يجهر به) وهي مفسرة أيضاً للتغني، لكن ليس المراد بها مجرد الجهر، بل الجهر مع تحسين الصوت، ولهذا جاء قبلها: (حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به).

    و(أذن) معناها استمع، وفيه بيان عظم شأن تحسين الصوت بالقراءة وأن شأنها عظيم وأن ذلك الاستماع يحصل من الله عز وجل.

    (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به).

    وما أذن، يعني ما استمع الله لشيء استماعه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به، وقد جاء عن بعض السلف تفسير (يتغنى) بمعان أخر، منها: الاستغناء بالقرآن، والمراد به أنه يستغني به عن غيره ويقدم القرآن على غيره، لكن ما جاء من ذكر حسن الصوت وذكر الجهر به يبين أو يدل على أن المراد بذلك: تحسين الصوت بالقراءة، ومن المعلوم أن تحسين الصوت بالقراءة هو الذي يثمر ويحصل بسببه الاعتبار والاتعاظ.

    وهذا هو المطابق للترجمة من حيث أن الترجمة هي تحسين الصوت بالقراءة وتزيين القراءة بالصوت، أنه يزين صوته ويحسن صوته في القراءة ويجهر بها حتى تكون الفائدة أكمل وأعظم.

    تراجم رجال إسناد حديث: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به)

    قوله: [محمد بن زنبور].

    هو المكي، وزنبور لقب اسم صاحبه جعفر، وهو صدوق له أوهام، خرج حديثه النسائي وحده.

    [عن ابن أبي حازم].

    هو عبد العزيز بن أبي حازم، وأبو حازم هو سلمة بن دينار الذي جاء ذكره مراراً، فهذا ابنه عبد العزيز بن أبي حازم، وهو صدوق، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن يزيد بن عبد الله].

    وهو ابن أسامة بن الهاد، وهو ثقة، مكثر من رواية الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن محمد بن إبراهيم].

    وهو التيمي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي سلمة].

    هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو ثقة، من فقهاء المدينة في عصر التابعين، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة على أحد الأقوال في السابع من السبعة؛ لأن ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قول أنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقول أنه: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقول أنه: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأما الستة المتفق على عدهم في الفقهاء السبعة فهم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعروة بن الزبير بن العوام، وخارجة بن زيد بن ثابت، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسليمان بن يسار، وسعيد بن المسيب، فهؤلاء السبعة أطلق عليهم لقب الفقهاء السبعة في المدينة، وإذا جاء ذكر الفقهاء السبعة فالمراد بهم هؤلاء السبعة. وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي].

    صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر الصحابة على الإطلاق حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    حديث: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به) من طريق أخرى وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أذن الله عز وجل لشيء يعني إذنه لنبي يتغنى بالقرآن)].

    أورد النسائي حديث أبي هريرة من طريق أخرى، وهو بلفظ قريب من الحديث المتقدم: (ما أذن الله لشيء يعني إذنه لنبي يتغنى بالقرآن) وهناك فيه حسن الصوت، وفيه يجهر به، وهنا ليس فيه هذان الوصفان، وهو بمعنى الحديث المتقدم، والمراد من ذلك: تحسين القراءة بالصوت الحسن وتزيينها به؛ لما فيه من الفائدة والمصلحة.

    قوله: [أخبرنا قتيبة].

    وقتيبة هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وبغلان قرية من قرى بلخ، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وكما ذكرت فإن اسم قتيبة من الأسماء المفردة التي لم تتكرر التسمية بها، فهو الشخص الوحيد الذي يسمى قتيبة في رجال الكتب الستة.

    [سفيان].

    الذي يروي عنه قتيبة غير منسوب، وهذا يسمى المهمل الذي يذكر اسمه ولا يذكر نسبه، ويكون محتملاً بين أشخاص، وهنا محتمل سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، لكن المذكور هنا هو سفيان بن عيينة ؛ لأن قتيبة بن سعيد يروي عن سفيان بن عيينة، ولأن سفيان بن عيينة هو الذي يروي عن الزهري، ومعروف بالرواية عن الزهري، فإذا كان سفيان يروي عن الزهري فالمراد به ابن عيينة، وقد ذكر الحافظ ابن حجر هذا في فتح الباري، وقال: إن سفيان الثوري لا يروي عن الزهري إلا بواسطة، لكن ليس معنى كونه لا يروي عنه إلا بواسطة أن بينه وبينه مسافة وأنه ما أدركه، وابن عيينة متأخر عنه في الوفاة كثيراً؛ لأن الثوري توفي سنة مائة وإحدى وستين، وابن عيينة وفاته فوق المائة والتسعين، فبينهم مسافة طويلة، ولعل كون الرواية عنه بواسطة لكون هذا في بلد وهذا في بلد؛ لأن سفيان الثوري في الكوفة، والزهري في المدينة.

    الحاصل: أن سفيان الذي هو غير منسوب إذا كان يروي عنه قتيبة، فالمراد به: ابن عيينة، وإذا كان سفيان يروي عن الزهري، فالمراد به: ابن عيينة، فهو من جهتين: من جهة رواية قتيبة عن ومن جهة رواية سفيان عن الزهري ؛ لأن قتيبة يروي عن ابن عيينة، وابن عيينة يروي عن الزهري.

    [عن الزهري].

    الزهري هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، وهو مشهور بالنسبة إلى جده شهاب، ومشهور بالنسبة إلى جده زهرة بن كلاب، فيقال له: الزهري نسبة إلى زهرة بن كلاب، ويقال له: ابن شهاب نسبة إلى جده شهاب الذي هو جد جده؛ لأنه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، فـشهاب هو جد عبيد الله، فهو جد جده، ومن المعلوم أنه يجوز أن ينسب الإنسان إلى أي واحد من أجداده ويقال له: جده، وإن كان جد جده أو جداً بعيداً، كـزهرة بن كلاب حيث يقال له: الزهري نسبة إلى زهرة بن كلاب الذي هو أخو قصي بن كلاب، يلتقي نسبه مع رسول الله عليه الصلاة والسلام في كلاب الذي هو أبو قصي، وأبو زهرة بن كلاب.

    ومحمد بن مسلم الزهري ثقة، مكثر من الرواية، محدث، فقيه، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    ومما ذكر في ترجمته: أنه كان يكب على الكتب، ويشتغل بالعلم، فكان مما ذكر في ترجمته: أن زوجته جاءت إليه وهو مكب عليها، فقالت: إن هذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر. تعني بذلك انشغاله بهذه الكتب عنها، وأنه منهمك في العلم ومشتغل بالعلم ومكب على القراءة والكتابة رحمة الله عليه.

    [أبو سلمة عن أبي هريرة].

    وقد مر ذكرهما في الإسناد الذي قبل هذا.

    شرح حديث: (لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سليمان بن داود عن ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن ابن شهاب أخبره أن أبا سلمة أخبره أن أبا هريرة رضي الله عنه حدثه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع قراءة أبي موسى فقال: لقد أوتى مزماراً من مزامير آل داود عليه السلام)].

    أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام سمع قراءة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وكان حسن الصوت بالقراءة، فقال: (لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود) يعني: لحسن صوته، والمقصود بـ(آل داود) داود الرسول عليه الصلاة والسلام؛ فإنه كان يذكر بحسن الصوت وبجمال الصوت وزينة الصوت، ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم وصف أبا موسى الأشعري رضي الله عنه بهذا الوصف، وأنه أوتي مما أوتيه آل داود.

    وآل داود وآل كذا هذه اللفظة تطلق أحياناً عليه وعلى أهله، وأحياناً تطلق على نفس الشخص أنه يراد بهذا اللفظ، فكما تطلق على ذويه وأهله ومن له به علاقة؛ أيضاً يأتي إطلاقها عليه، قالوا: والمراد من ذلك داود عليه الصلاة والسلام، فإنه كان يضرب به المثل في حسن القراءة وحسن الصوت صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى نبينا.

    والمقصود أن هذا الثناء أو هذا التنويه بشأن أبي موسى لحسن صوته دال على ما ترجم له المصنف من تحسين الصوت بالقراءة أو تحسين القراءة بالصوت.

    ومن المعلوم أن التحسين أو حسن الصوت منه ما يكون جبلة، ومنه ما يكون محاولة؛ لأن التحسين كما هو معلوم يكون بالفعل، لكن يكون بعض الناس صوته حسناً، وتحسين القراءة بالصوت الحسن مما يزيده حسناً وجمالاً، والحديث دال على الترجمة وشاهد لها.

    تراجم رجال إسناد حديث: (لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود)

    قوله: [أخبرنا سليمان بن داود].

    سليمان بن داود، وهو أبو الربيع المصري ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

    [عن ابن وهب].

    وهو عبد الله بن وهب المصري، وهو المحدث، الفقيه، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن عمرو بن الحارث].

    وهو أيضاً المصري، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن ابن شهاب].

    ابن شهاب، وقد مر ذكره وهو الزهري.

    [عن أبي سلمة عن أبي هريرة].

    وقد مر ذكرهما أيضاً قريباً.

    شرح حديث: (لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود) من طريق ثانية

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار عن سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (سمع النبي صلى الله عليه وسلم قراءة أبي موسى رضي الله عنه، فقال: لقد أوتي هذا من مزامير آل داود عليه السلام)].

    الحديث دال على رفع الصوت بالقرآن؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم سمع صوته وهو لا يعلم به، ولهذا جاء في بعض الأحاديث: (لو كنت أعلم لحبرته لك تحبيراً) يعني: فهذا دال على ما تقدم عن أم هانئ أنها قالت: (كنت أسمع قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنا على عريشي)، وهو ما ترجم له على رفع الصوت، وهذا أيضاً دال على تلك الترجمة التي هي رفع الصوت؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام سمع صوته وهو لا يعلم به، وهو ليس حاضراً عنده، وجلس أو وقف يستمع لقراءته وهو لا يعلم به، فهو دال على ما دل عليه حديث أم هانئ المتقدم الذي استدل به النسائي على رفع الصوت بالقرآن أو على رفع الصوت بالقراءة.

    وحديث عائشة هذا هو بمعنى حديث أبي هريرة المتقدم، وهو دال على ما دل عليه.

    تراجم رجال إسناد حديث: (لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود) من طريق ثانية

    قوله: [أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار].

    وهو لا بأس به، أخرج له مسلم، والترمذي، والنسائي.

    [عن سفيان عن الزهري].

    سفيان عن الزهري، هو ابن عيينة، وقد مر ذكرهما قريباً.

    [عن عروة].

    هو عروة بن الزبير بن العوام المدني، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة، وهو معدود فيهم باتفاق، فهو واحد من الستة المتفق على عدهم في الفقهاء السبعة، في المدينة في عصر التابعين، وعروة بن الزبير هو ابن أسماء أخت عائشة، فهو يروي عن خالته عائشة رضي الله تعالى عنها.

    [عن عائشة أم المؤمنين].

    عائشة هي أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق التي لها الفضائل الكثيرة، والمناقب الجمة، وهي التي أنزل الله براءتها مما رميت به من الإفك في آيات تتلى في سورة النور، وهذا فيه عظم شأنها وفضلها رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وهي المرأة الوحيدة التي عرفت بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه الكرام، والمعروفون بكثرة الحديث سبعة: ستة من الرجال وامرأة واحدة هي أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، ولهذا فهي من أوعية السنة التي حفظ الله تعالى بها سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام لاسيما السنة المتعلقة بالبيوت وبأحوال الزوجات مع أزواجهن، فإنها حفظت في ذلك وفي غيره الشيء الكثير رضي الله تعالى عنها وأرضاها.

    حديث: (لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة أبي موسى رضي الله عنه، فقال: لقد أوتى هذا مزماراً من مزامير آل داود عليه السلام)].

    أورد النسائي حديث عائشة من طريق أخرى، وهو بمعنى الحديث المتقدم عن عائشة رضي الله تعالى عنها، ودال على ما دل عليه؛ لأنه حديث واحد جاء من طريقين، وموضوعه واحد، بل لفظه تقريباً واحد.

    قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].

    وهو ابن مخلد المشهور بـابن راهويه، وهو ثقة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من الصيغ الرفيعة، ومن أعلى وأرفع صيغ التعديل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً.

    [حدثنا عبد الرزاق].

    عبد الرزاق، وهو ابن همام الصنعاني اليمني، وهو ثقة، حافظ، مصنف، وهو صاحب المصنف، مصنف عبد الرزاق المليء بالأحاديث والآثار عن الصحابة ومن بعدهم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا معمر].

    وهو ابن راشد، وهو ثقة، حديثه أيضاً عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن الزهري عن عروة عن عائشة].

    وقد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.

    شرح حديث أم سلمة في نعتها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا الليث بن سعد عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عن يعلي بن مملك: (أنه سأل أم سلمة رضي الله عنها عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته؟ قالت: مالكم وصلاته، ثم نعتت قراءته فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفاً حرفاً)].

    أورد النسائي حديث أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها، وقد سئلت عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقراءته؟ فنعتت قراءته عليه الصلاة والسلام وقالت: إنها مفسرة حرفاً حرفاً، يعني أنه كان يعطي الحروف ما تستحق من المد ومن الوقوف على رءوس الآي، وما إلى ذلك مما يتعلق بتوضيح هذا المعنى، أو هذا اللفظ الذي هو (مفسرة حرفاً حرفاً).

    وإدخال الحديث ضمن تزيين القرآن بالصوت دال على ما ترجم له من جهة أنها كونه مفسرة، وأنها حرفاً حرفاً، أنه فيه تأدية للقراءة على الوجه المطلوب، والذي فعل هذا هو رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، الذي هو القدوة والأسوة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

    تراجم رجال إسناد حديث أم سلمة في نعتها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم

    قوله: [أخبرنا قتيبة].

    قتيبة، وقد مر ذكره.

    [حدثنا الليث بن سعد].

    الليث بن سعد، وهو المصري المحدث، الفقيه، محدث مصر، وفقيهها، وهو ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن عبد الله بن عبيد الله].

    هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن يعلى بن مملك].

    يعلى بن مملك، وهو مقبول، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.

    [أم سلمة].

    وهي هند بنت أبي أمية المخزومية أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.

    وهذا الحديث ذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن النسائي، وفيه إشارة إلى ما عند الترمذي وإلى ما عند أبي داود، والحديث ذكره في المشكاة وعلق عليه، وقال: إن إسناده صحيح، والحديث فيه يعلى بن مملك، وهو مقبول، لكن هذا اللفظ الذي اشتمل عليه الحديث، ليس بلفظ ليس له شواهد، بل ما جاء من بيان قراءته وأنها كانت مداً وما جاء في بعض الأحاديث أنه كان يمد الرحمن ويمد الرحيم فهو بمعنى هذا الحديث، فصاحب المشكاة قال عن الحديث في مشكاة المصابيح: إن إسناده صحيح، ولكن الألباني ذكره في ضعيف سنن النسائي، ولعل ذلك بسبب يعلى بن مملك، لكن كما ذكرت أن معناه له شواهد تدل عليه.

    والله تعالى أعلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088521393

    عدد مرات الحفظ

    777100253