إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصيام
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - (باب الفضل والجود في شهر رمضان) إلى (باب ذكر الاختلاف على الزهري في خبر فضل شهر رمضان)

شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - (باب الفضل والجود في شهر رمضان) إلى (باب ذكر الاختلاف على الزهري في خبر فضل شهر رمضان)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أبانت السنة المطهرة فضل رمضان وأنه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار؛ ولذلك كان رسول الله أجود ما يكون في رمضان، وكان جبريل يدارسه القرآن كل عام مرة، فلما كان العام الذي قبل موته صلى الله عليه وسلم دارسه جبريل القرآن مرتين.

    شرح حديث: (كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الفضل والجود في شهر رمضان.

    أخبرنا سليمان بن داود عن ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما كان يقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من شهر رمضان فيدارسه القرآن، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل عليه السلام أجود بالخير من الريح المرسلة)].

    يقول النسائي رحمه الله: باب الفضل والجود في رمضان، أي: استحباب ذلك في شهر رمضان؛ وذلك لأن شهر رمضان زمن فاضل، فالأعمال الصالحة تكون فيه فاضلة، وقد جاء فيما يتعلق بالجود والكرم في رمضان حديث ابن عباس الذي أورده النسائي، وهو في الصحيحين وفي غيرهما: أن ابن عباس رضي الله عنه، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس)، فهو صلى الله عليه وسلم متصف بهذه الصفة، وهي الجود والكرم، فهو أجود الناس على الإطلاق عليه الصلاة والسلام، لا يماثله أحد، ولا يدانيه أحد، وأعماله صلى الله عليه وسلم وسخاؤه وكرمه، والأحاديث الكثيرة التي جاءت دالة على ذلك تبين هذا المعنى، فإنه كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ومن ذلك قصة الرجل الذي أعطاه غنماً بين جبلين لكثرتها، وذهب إلى قومه وقال: يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر. وكذلك ما كان يتصف به من إعطاء من سأله، وأنه كان لا يرد سائلاً، ومن ذلك قصة الرجل الذي سأل النبي عليه الصلاة والسلام البردة التي أهديت للرسول صلى الله عليه وسلم، فلبسها وهو محتاج إليها، فسأله إياها، وكان لا يرد سائلاً، فدخل منزله وخلعها وطواها، وأعطاها إياه، فلام بعض أصحابه ذلك هذا الشخص على كونه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: إنما سألته إياها لتكون كفني، فكانت كفنه.

    والحاصل: أن الرسول عليه الصلاة والسلام اتصف بكل صفات الكمال التي تليق بالإنسان، فللرسول صلى الله عليه وسلم منها الحظ الأوفر، والنصيب الأكبر، فهو أشجع الناس، وأجود الناس، وأنصح الناس للناس، وكل صفات تليق بالمخلوقين فللنبي عليه الصلاة والسلام منها أوفر الحظ والنصيب، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

    وابن عباس رضي الله عنه أراد أن يبين ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام من الجود والكرم في رمضان، وخشي أن يظن أن جوده وكرمه محصور في رمضان، فأتى بجملة تسبقها عامة، وهي احتراز من أن يظن شيء من ذلك فقال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس)، فهذه قضية عامة، أي: جوده، وكرمه دائماً وأبداً في جميع أيام السنة، ولكنه يزيد في رمضان، ويتضاعف فيه، (وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فيدارسه القرآن، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فيكون أجود بالخير من الريح المرسلة)، الريح هي: التي يكثر نفعها ويعم خيرها، فالرسول صلى الله عليه وسلم أجود من الريح المرسلة، وهذا يدلنا على ما اتصف به عليه الصلاة والسلام من الصفات الكريمة، ومنها صفة الجود والكرم، وأن جوده يتضاعف في رمضان، ويزيد في رمضان، وهذا دليل على استحباب كثرة الإحسان، وكثرة الجود في رمضان، اقتداء بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

    ثم بين أن من أسباب جوده وكرمه في رمضان، أنه كان يأتيه جبريل فيدارسه القرآن، فمدارسته القرآن، واشتغاله بالقرآن، وتأمله فيه بهذه المدارسة مع جبريل، من أسباب جوده وكرمه عليه الصلاة والسلام، وهذا يدلنا على أن التفكر في القرآن، والتأمل فيه، والتأدب بما جاء في القرآن ثمراته عظيمة، ونتائجه طيبة، (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل، فيدارسه القرآن أجود بالخير من الريح المرسلة)، وكان عليه الصلاة والسلام يأتي إليه جبريل من رمضان إلى رمضان، فيدارسه القرآن الذي تقدم نزوله قبل رمضان في السنوات الماضية، ويدارسه إياه، وفي كل عام كان يعارضه مرة، أي: يقرأ جبريل الرسول يسمع، ويقرأ الرسول صلى الله عليه وسلم وجبريل يسمع، وفي العام الذي هو آخر أعوامه في رمضان دارسه القرآن مرتين، أو عارضه القرآن مرتين عليه الصلاة والسلام، فالحديث واضح الدلالة على ما ترجم له النسائي من الجود والكرم في رمضان.

    تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان...)

    قوله: [أخبرنا سليمان بن داود].

    هو أبو الربيع المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

    [عن ابن وهب].

    هو عبد الله بن وهب المصري، المحدث، الفقيه، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [أخبرني يونس].

    هو ابن يزيد الأيلي المصري، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن ابن شهاب].

    وهو: محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، مشهور بـالزهري، ومشهور بـابن شهاب، شهاب جده، والزهري جده الأعلى الذي هو: زهرة بن كلاب أخو قصي بن كلاب، فيلتقي مع الرسول صلى الله عليه وسلم، في كلاب، فينسب إلى جده زهرة بن كلاب فيقال له: الزهري، وينسب إلى جده شهاب فيقال: ابن شهاب، وهو مشهور بهاتين النسبتين: الزهري، وابن شهاب، وهو محدث فقيه، من صغار التابعين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو الذي قام بجمع السنة بتكليف من الخليفة عمر بن عبد العزيز، وفيه يقول السيوطي في الألفية:

    أول جامع الحديث والأثر ابن شهاب آمراً له عمر

    [عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة].

    ابن مسعود وهو ثقة، فقيه، من الفقهاء السبعة المشهورين في المدينة في عصر التابعين، أطلق عليهم هذا اللقب واشتهروا به، فيأتي في بعض المسائل الفقهية التي اتفقوا عليها يقال فيها: وقال بهذا القول الفقهاء السبعة، وهم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعروة بن الزبير بن العوام، هؤلاء ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

    وابن القيم رحمه الله، في كتابه إعلام الموقعين ذكر في أوله المعروفين بالفتوى من الصحابة والتابعين ومن بعدهم في مختلف الأقطار، فيأتي مثلاً للبلد فيقول فيها: من الصحابة فلان، وفلان، وفلان، يعني المفتون وأهل الفتوى منهم، وكذلك في عصر التابعين فيها كذا وكذا، ولما جاء عند ذكر المدينة، وذكر أهل الفتوى فيها في عصر التابعين، ذكر أن منهم الفقهاء السبعة، والكتاب اسمه إعلام الموقعين، وليس أعلام الموقعين؛ لأنه ليس كتاب تراجم، وإنما هو كتاب علم، وكتاب فتاوى، وكتاب إيضاح وبيان، فهو إعلام الموقعين الذين يكتبون ويخبرون بشرع الله عز وجل، ويبينون للناس شرع الله، فهم يوقعون بالفتوى في شرع الله، ويبينون الأحكام، ثم ذكر بيتين من الشعر يشتمل ثانيهما على الفقهاء السبعة، على اعتبار أن السابع أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فقال:

    إذا قيل من في العلم سبعة أبحرٍ روايتهم ليست عن العلم خارجة

    فقل هم عبيد الله -هذا الذي معنا- عروة قاسم سعيد أبو بكر سليمان خارجة

    [عن ابن عباس].

    هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام، وهم من صغار الصحابة، وعاشوا وأدركهم من لم يدرك كبار الصحابة، فلهذا أطلق لقب العبادلة الأربعة عليهم، وهم: ابن عباس، وابن عمر، وابن عمرو، وابن الزبير، ومن الصحابة من يسمى عبد الله كثير، مثل: عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري، وعدد كبير من الصحابة يقال لهم: عبد الله، لكن الذي اشتهر بهذا اللقب هؤلاء الأربعة من صغار الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، وهو أيضاً -أي: ابن عباس - أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، الذين هم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وعائشة أم المؤمنين، هؤلاء السبعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رووا من الحديث أكثر مما رواه غيرهم.

    شرح حديث: (... كان أجود بالخير من الريح المرسلة)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثني حفص بن عمر بن الحارث حدثنا حماد حدثنا معمر والنعمان بن راشد عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها، قالت: (ما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعنة تذكر، كان إذا كان قريب عهد بجبريل عليه السلام يدارسه، كان أجود بالخير من الريح المرسلة). قال أبو عبد الرحمن: هذا خطأ، والصواب حديث يونس بن يزيد، وأدخل هذا حديثاً في حديث].

    أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها الذي يتعلق بالترجمة، وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أجود بالخير من الريح المرسلة، حين يكون حديث عهد بجبريل، ومدارسته إياه بالقرآن، وفي أوله: (ما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعنة تذكر)، ولما أورده النسائي قال: هذا خطأ، والصواب حديث يونس بن يزيد الأيلي المتقدم، الذي فيه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس)، ولهذا قال النسائي: أدخل حديثاً في حديث، يعني: حديث اللعن، مع حديث كونه إذا كان حديث عهد من جبريل يدارسه القرآن، يكون أجود بالخير من الريح المرسلة؛ لأن هذا حديث، وهذا حديث، وكونه عليه الصلاة والسلام أجود بالخير من الريح المرسلة، هو ثابت بالحديث المتقدم، وفي هذا الحديث أيضاً.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... كان أجود بالخير من الريح المرسلة)

    قوله: [أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري].

    في بعض النسخ: محمد بن إسماعيل بدون لفظ البخاري، وعند ابن السني كما هنا؛ لأن الرواية التي معنا هي رواية ابن السني في سنن النسائي، ففيها ذكر محمد بن إسماعيل البخاري، وهو صاحب الصحيح، وهو أمير المؤمنين في الحديث، من الذين وصفوا بهذا الوصف، وهم قلة منهم: البخاري، والدارقطني، والثوري، وشعبة بن الحجاج، وإسحاق بن راهويه، جماعة قليلون من المحدثين وصفوا بهذا الوصف الرفيع، ولقبوا بهذا اللقب العالي، وهو أمير المؤمنين في الحديث، وقال عنه الحافظ في التقريب: جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث، وقوله: جبل الحفظ معناه: أنه قمة في الحفظ، وهذا وصف يوصف به من يكون متمكناً في الحفظ، ومما يدل على حفظه ويوضح تمام حفظه: أنه قدم بغداد فأراد أهلها أن يختبروا حفظه، فجاءوا إلى مائة حديث، وأعطوا كل واحد عشرة، جعلوا أسانيد أحاديث لأحاديث أخرى، فجعلوا كل واحد يحفظ له عشرة أحاديث مبنية على خطأ، أسانيدها غير الأسانيد التي هي لتلك الأحاديث، وجاءوا فبدأ واحد من العشرة يقرأ حتى انتهى، ثم أمر الذي يليه أن يقرأ حتى فرغ من العشرة، ثم إنه بدأ بهم من الأول، فقال: أما فلان الأول فقد قلت كذا وكذا، وجاء بالإسناد والمتن المركب، ثم أتى به على الصواب، حتى قيل: ليس العجب من حفظه فإنه حافظ، ولكن العجب من كونه يحفظ الخطأ من مرة واحدة، ثم حفظ هذه الأحاديث بمتونها وأسانيدها على الخطأ، فجعل يخبر بأن الحديث وإسناده كذا، والحديث الفلاني إسناده كذا، والحديث الفلاني إسناده كذا.

    أما كونه إمام الدنيا في فقه الحديث، فكتابه الجامع الصحيح تراجمه واستنباطاته، وما فيه من المعاني الدقيقة، والاستنباطات الدقيقة، يدل على تمكنه في الفقه، ولهذا قالوا عن كتابه: إنه كتاب رواية ودراية، ليس كتاب رواية فقط، بل هو مع كونه كتاب رواية، حيث يذكر الأحاديث بأسانيدها ومتونها، فهو أيضاً يذكر التفقه، ويذكر الاستنباطات الدقيقة للتراجم التي أوردها، فأورد الأحاديث التي تحتها في غاية الدقة، وفي غاية الخفاء، وهذا يدل على دقة الاستنباط، فهذا هو معنى قول الحافظ ابن حجر: وإمام الدنيا في فقه الحديث، يعني: في دقة الاستنباط، ولهذا يقولون: فقه البخاري في تراجمه، يعني: من أراد أن يعرف فقه البخاري، فعليه أن ينظر في التراجم، والأحاديث التي جاءت تحت التراجم، أو الآثار التي جاءت تحت التراجم، فهذا هو: الإمام محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة البخاري الجعفي مولاهم، توفي سنة ست وخمسين ومائتين، وحديثه موجود في سنن الترمذي، وفي النسائي.

    فإذاً البخاري معدود في رجال النسائي، وفي رجال الترمذي.

    [حدثني حفص بن عمر بن الحارث].

    ثقة، ثبت، أخرج له البخاري، وأبو داود، والنسائي. وهو شيخ من شيوخ البخاري.

    [حدثنا حماد].

    هو ابن زيد بن درهم البصري، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا معمر].

    هو ابن راشد الأزدي البصري ثم اليماني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    النعمان بن راشد].

    صدوق سيئ الحفظ، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة. وهنا أورده النسائي مقروناً بـمعمر، فالحديث من طريق معمر ومن طريقه، يعني فكونه سيئ الحفظ لا يؤثر على هذا الإسناد؛ لأنه لم يبن عليه الإسناد، بل معه في الرواية من هو ثقة.

    [عن الزهري].

    وقد مر ذكره.

    [عن عروة].

    هو عروة بن الزبير بن العوام، وهو أحد الفقهاء السبعة المشهورين في عصر التابعين الذين مر ذكرهم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

    [عن عائشة].

    هي أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضي الله تعالى وأرضاها، وهي من السبعة أو من الأشخاص السبعة الذين عرفوا بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.

    وقوله: [وأدخل هذا..]

    أي: أحد الرواة في هذا الإسناد هو الذي أدخل حديثاً في حديث، والحديث هو حديث اللعن مع حديث الجود في رمضان.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088559742

    عدد مرات الحفظ

    777331861