إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الصيام
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - تابع باب النية في الصيام - باب اختلاف الناقلين لخبر حفصة في النية في الصيام

شرح سنن النسائي - كتاب الصيام - تابع باب النية في الصيام - باب اختلاف الناقلين لخبر حفصة في النية في الصيامللشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • النية أساس العمل؛ فالعمل الذي لا نية فيه لا أجر فيه، والنية تجب في الصيام إذا كان فرضاً، فمن لم ينو وجب عليه الإمساك وقضاء ذلك اليوم، أما النفل فلا يجب فيه تبييت النية.

    شرح حديث: (أتانا رسول الله يوماً فقلنا: أهدي لنا حيس قد جعلنا لك منه نصيباً فقال: إني صائم فأفطر)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [النية في الصيام.

    أخبرنا أحمد بن حرب حدثنا قاسم حدثنا سفيان عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: (أتانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فقلنا: أهدي لنا حيس، قد جعلنا لك منه نصيباً، فقال: إني صائم فأفطر)].

    قد سبق للنسائي رحمه الله أن ذكر: حديث عائشة من طرق، وفيها ما هو أتم من هذه الطريق؛ لأنه هنا ذكره مختصراً، وسبق أن مر ذكره لأطول من هذا، وذكر فيه: أنه سأل عن شيء في مرة من المرات، فقالوا: إنه ليس عندهم شيء، فقال: إنه صائم، يعني: أراد أن يصوم، فصارت النية تشمل ما بعد العزم على الصيام، وما بين قبل ذلك، وهذا إنما هو في النفل؛ لأنه يجوز بنية من النهار، ولا يلزم أن يكون بنية من الليل، وهنا ذكر شقاً أو طرفاً منه وهو المتعلق بكونه جاء في مرة أخرى، وكان قد أهدي له حيس، وخبئوا للنبي صلى الله عليه وسلم منه شيء، وكان صائماً فأكل عليه الصلاة والسلام.

    والحيس هو: خليط من التمر، والسمن، والأقط، وقد يضاف إلى ذلك شيء آخر غير هؤلاء الثلاثة، لكنه يعتمد ويقوم على هذه الأمور الثلاثة: التمر، والسمن، والأقط، هذا هو الحيس، فعندما تجمع هذه الأصناف الثلاثة، وتمزج ويخلط بعضها ببعض، يصبح حيساً، وقد ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري وذكره غيره، وأنا قد ذكرت هذه الفائدة ضمن الفوائد المنتقاة من فتح الباري، وهي الفائدة رقم ستمائة واثنين، فإن فيها بيان الحيس، وأنه يشتمل على هذه الأصناف الثلاثة التي هي: التمر: والسمن، والأقط.

    الحاصل: أن الحديث من طرقه المتعددة يدل على أن صيام النفل يجوز بنية من النهار، وأنه لا يلزم أن تبيت فيه النية من الليل، بل لو أصبح غير آكل شيئاً، ثم أراد أن يصوم، فله أن يصوم، ويمكنه ذلك، ولو لم توجد النية قبل طلوع الفجر؛ لهذا الحديث الذي جاء من طرق عديدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه: أنه عزم على الصيام في أثناء النهار.

    تراجم رجال إسناد حديث: (أتانا رسول الله يوماً فقلنا: أهدي لنا حيس قد جعلنا لك منه نصيباً فقال: إني صائم فأفطر)

    قوله: [أخبرنا أحمد بن حرب].

    هو أحمد بن حرب المروزي، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [عن القاسم].

    هو القاسم بن يزيد، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [عن سفيان].

    هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، هو ثقة، ثبت، حجة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن طلحة بن يحيى].

    هو طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، جده أحد العشرة المبشرين بالجنة؛ وهو طلحة بن عبيد الله وطلحة هذا صدوق يخطئ، وحديثه أخرجه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن عائشة بنت طلحة].

    هي عمته أخت يحيى بن طلحة بن عبيد الله، أبوها أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهي ثقة، أخرج حديثها أصحاب الكتب الستة.

    [عن عائشة رضي الله عنها].

    هي أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم ستة رجال، وامرأة واحدة، الرجال هم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك، والمرأة هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.

    شرح حديث: (... أصبح عندكم شيء تطعمينه؟ فقالت: لا، فيقول: إني صائم...) من طريقة ثانية

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا طلحة بن يحيى حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يأتيها وهو صائم، فقال: أصبح عندكم شيءٌ تطعمينيه؟ فقالت: لا، فيقول: إني صائم، ثم جاءها بعد ذلك فقالت: أهديت لنا هدية، فقال: ما هي؟ قالت: حيس، قال: قد أصبحت صائماً فأكل)].

    ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهي تشتمل على الحالتين: الحالة التي سأل ولم يكن هناك شيء، وقد نوى الصيام، والحالة التي أخبر فيها أن عندهم شيئاً، وأنه كان أصبح صائماً، فأكل عليه الصلاة والسلام، والحديث من هذه الطريق مشتملة على الحالتين.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... أصبح عندكم شيء تطعمينيه؟ فقالت: لا، فيقول: إني صائم...) من طريق ثانية

    قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].

    هو عمرو بن علي الفلاس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.

    [عن يحيى].

    هو ابن سعيد القطان البصري، ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن أم المؤمنين عائشة].

    وقد مر ذكر هؤلاء الثلاثة.

    حديث: (... هل عندكم شيء؟ قلنا: لا، قال: فإني صائم) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وكيع حدثنا طلحة بن يحيى عن عمته عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: (دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم، فقال: هل عندكم شيء؟ قلنا: لا، قال: فإني صائم)].

    ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى مختصرة، وفيها النية في أثناء النهار.

    قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].

    هو ابن مخلد بن راهويه الحنظلي، ثقة، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً.

    [عن وكيع].

    هو ابن الجراح الرؤاسي الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن طلحة عن عمته عائشة بنت طلحة عن أم المؤمنين عائشة].

    وقد مر ذكر هؤلاء الثلاثة.

    حديث: (... هل عندكم طعام؟ فقلت: لا، قال: إني صائم...) من طريق رابعة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أبو بكر بن علي حدثنا نصر بن علي أخبرني أبي عن القاسم بن معن عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة ومجاهد عن عائشة رضي الله عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاها فقال: هل عندكم طعام؟ فقلت: لا، قال: إني صائم، ثم جاء يوماً آخر فقالت عائشة: يا رسول الله، إنا قد أهدي لنا حيس، فدعا به فقال: أما إني قد أصبحت صائماً فأكل)].

    أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.

    قوله: [أخبرنا أبو بكر بن علي].

    هو أحمد بن علي المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [عن نصر بن علي].

    هو نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبيه].

    هو علي بن نصر الجهضمي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.

    [عن القاسم بن معن].

    ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

    [عن طلحة بن يحيى عن عائشة ومجاهد عن عائشة].

    طلحة بن يحيى عن عائشة، ومجاهد عن عائشة، يعني: عائشة عمته ومعها مجاهد بن جبر المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    طريق خامسة لحديث: (... هل عندكم طعام؟ فقلت: لا، قال: إني صائم...) وتراجم رجال إسنادها

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني عمرو بن يحيى بن الحارث حدثنا المعافى بن سليمان حدثنا القاسم عن طلحة بن يحيى عن مجاهد وأم كلثوم: (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل على عائشة رضي الله عنها، فقال: هل عندكم طعام؟ نحوه)، قال أبو عبد الرحمن: وقد رواه سماك بن حرب، قال: حدثني رجل عن عائشة بنت طلحة].

    ثم أورد النسائي: حديث مجاهد، وأم كلثوم مرسلاً، يعني: ليس فيه رواية عن عائشة، لكن سبق أن مر أن كلاً منهما يروي عن عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، فذلك الإرسال لا يؤثر؛ لأن الحديث جاء من طرق كثيرة متصلة، وهنا ذكره عن مجاهد، وأم كلثوم: أن عائشة قالت كذا وكذا، فهو يعتبر مرسل؛ لأنهم ما حضروا هذا، ولا يعرفون ذلك إلا بالواسطة؛ لأنهم من التابعين.

    قوله: [أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث].

    هو عمرو بن يحيى بن الحارث الحمصي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [عن المعافى بن سليمان].

    صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [عن القاسم].

    هو القاسم بن معن، وقد مر ذكره.

    [عن طلحة بن يحيى عن مجاهد وأم كلثوم].

    طلحة بن يحيى عن مجاهد وأم كلثوم، وقد مر ذكرهم إلا أم كلثوم، وأم كلثوم هي بنت أبي بكر الصديق، توفي أبو بكر وهي حمل فولدت بعد وفاته، وهي ثقة، أخرج لها البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه. أم كلثوم بنت أبي بكر تابعية.

    قال في آخره: نحوه، يعني: نحو ما تقدم في الروايات السابقة، وقد عرفنا كلمة (نحوه) أنه يراد بها: الاتفاق في المعنى مع الاختلاف في اللفظ، بخلاف كلمة (مثله)، فإنه يراد بها: المماثلة في اللفظ والمعنى، أو الاتفاق في اللفظ والمعنى.

    [قال أبو عبد الرحمن: وقد رواه سماك بن حرب حدثني رجل عن عائشة بنت طلحة].

    ثم قال أبو عبد الرحمن: وقد رواه سماك بن حرب عن رجل عن عائشة، ثم ذكر الإسناد الذي فيه رواية سماك بن حرب عن رجل عن عائشة بعد هذا.

    حديث: (... هل عندكم من طعام؟ قلت: لا، قال: إذاً أصوم ...) من طريق سادسة وتراجم رجال إسناده

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني صفوان بن عمرو حدثنا أحمد بن خالد حدثنا إسرائيل عن سماك بن حرب حدثني رجل عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: (جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فقال: هل عندكم من طعام؟ قلت: لا. قال: إذاً أصوم، قالت: ودخل على مرةً أخرى فقلت: يا رسول الله، قد أهدي لنا حيس، فقال: إذاً أفطر اليوم وقد فرضت الصوم)].

    أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم مشتمل على الحالتين: حالة كونه صام، وكان قد بحث عن الطعام، ونوى الصيام من أثناء النهار، والحالة الثانية: أنه كان نوى الصوم، ولكنه أفطر في أثناء النهار.

    قوله: [أخبرنا صفوان بن عمرو].

    صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.

    [عن أحمد بن خالد].

    هو أحمد بن خالد الوهبي، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة وفي الأدب المفرد، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن إسرائيل].

    هو إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن سماك بن حرب].

    هو سماك بن حرب، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، عن رجل وهو مبهم، وقد ذكر ابن حجر في آخر التقريب عند ذكر المبهمات: سماك عن رجل عن عائشة بنت طلحة، قال: يقال: إنه طلحة بن يحيى بن طلحة، أي: الذي مر ذكره في الأسانيد السابقة، فالرجل المبهم قيل: إنه طلحة أيضاً الذي جاء ذكره مراراً في الروايات السابقة.

    [عن عائشة].

    وقد مر ذكرها.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088525863

    عدد مرات الحفظ

    777130868