إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. محاضرات الحج
  6. كتاب مناسك الحج
  7. شرح سنن النسائي - كتاب مناسك الحج - (باب إنشاد الشعر في الحرم والمشي بين يدي الإمام) إلى (باب قتل الحية في الحرم)

شرح سنن النسائي - كتاب مناسك الحج - (باب إنشاد الشعر في الحرم والمشي بين يدي الإمام) إلى (باب قتل الحية في الحرم)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • عظمة هذا الدين في يسره وسماحته وفي تعظيمه لحرماته ومقدساته، فقد حرم القتال في الحرم، بل راعى في ذلك بهائمه وطيوره وشجره، وجعل لها من الحقوق ما يحفظ لها أمنها، فلا تروع ولا تنفر ولا يقطع ما فيه غذاء لها ترسيخاً لمعنى الأمن فمن دخله كان آمناً.

    شرح حديث أنس في إنشاد الشعر في الحرم والمشي بين يدي الإمام

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [إنشاد الشعر في الحرم، والمشي بين يدي الإمام.

    أخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم حدثنا عبد الرزاق حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، دخل مكة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة يمشي بين يديه، وهو يقول: خلوا بني الكفار عن سبيله.. اليوم نضربكم على تنزيله.. ضرباً يزيل الهام عن مقيله.. ويذهل الخليل عن خليله. فقال له عمر: يا ابن رواحة، بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي حرم الله عز وجل تقول الشعر؟! قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: خل عنه، فلهو أسرع فيهم من نضح النبل)].

    يقول النسائي رحمه الله: إنشاد الشعر في الحرم، والمشي بين يدي الإمام. مقصود النسائي من هذه الترجمة: حصول إنشاد الشعر في الحرم، وأن ذلك كان بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وفيه الإشارة أو الدلالة على أن ذلك سائغ، وأنه لا بأس به؛ لأنه فعل بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أقر على ذلك، وأيضاً أكد ذلك بقوله عندما لفت نظر ابن رواحة عمر رضي الله عنه، وأنكر عليه ذلك، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (خل عنه)، أي: أنه يتركه على ما هو عليه ينشد الشعر بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

    وقد أورد النسائي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي عليه الصلاة والسلام، لما دخل مكة في عمرة القضاء، وهي العمرة التي حصلت في السنة السابعة من الهجرة بعد عمرة الحديبية؛ لأن عمرة الحديبية في السنة السادسة، وعمرة القضاء في السنة السابعة، وقيل لها: عمرة القضاء إما لأنها قضاءً عن العمرة السابقة التي صُد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت، أو أن المقصود بها عمرة المقاضاة والمصالحة؛ لأنه اتفق عليها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع كفار قريش على أنه يعتمر من العام القابل، فقيل لها: عمرة القضاء، أو القضية، أو المقاضاة؛ لأنها مصالحة واتفاق بين النبي صلى الله عليه وسلم، وكفار قريش، فلما قدم عليه الصلاة والسلام من العام القابل، وأتى بهذه العمرة، وكانت في ذي القعدة، جعل عبد الله بن رواحة رضي الله عنه يمشي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، وينشد هذا الشعر:

    خلوا بني الكفار عن سبيله.. اليوم نضربكم على تنزيله.. ضرباً.. يزيل الهام عن مقيله.. ويذهل الخليل عن خليله.

    فقوله رضي الله عنه: (خلوا بني الكفار عن سبيله)، أي: يريد بذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام، يعني: خلوا بينه وبين ما يريد، واتركوا سبيله، وخلوا الطريق له يمشي حتى يصل إلى مراده وهو وصوله إلى الكعبة والطواف بها، والسعي بين الصفا والمروة.

    (اليوم نضربكم على تنزيله)، قيل: إن المراد بتنزيله، أي: حتى ننزله المنزل الذي يريده، أي: الرسول صلى الله عليه وسلم، أو أن المراد تنزيله، أي: القرآن، وأنهم يمتثلون ما جاء في القرآن، ويستسلمون وينقادون لما جاء عنه في كتاب الله عز وجل، فيحتمل أن يكون المراد بتنزيله الضمير يرجع للرسول صلى الله عليه وسلم، وأنهم حتى ينزلوه المنزلة التي أرادها، ويوصلوه إلى المنتهى الذي أراده، وهو أن يطوف بالبيت، ويسعى بين الصفا والمروة وينهي عمرته، أو أن الضمير يرجع إلى القرآن، وهو أنهم يمتثلون ما جاء في القرآن.

    ثم إن ذلك الضرب الذي أشار إليه إنما هو مبني على أساس أنهم إذا أخلفوا ما عاهدوا عليه، وما عوقدوا عليه، فإنهم يستحقون لذلك الضرب، وأما إذا كانوا لم يفعلوا، وتركوا الرسول صلى الله عليه وسلم يحقق الشيء الذي صالحهم عليه، ويأتي بهذه العمرة، فإنهم لا يستحقون الضرب، ولا يستحقون القتل، والقتال؛ لأن المدة مدة صلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار قريش.

    ثم قال بعد ذلك: (ضرباً يزيل الهام عن مقيله)، والهام هو أعلى الرأس، والمقصود: إنه يزيل الرأس عن موضعه، وذلك بالقتل، وفصل الرأس من الجسد، ويذهل الخليل عن خليله، يعني: هذا الضرب يذهل الخليل عن خليله، وهذا شعر عبد الله بن رواحة بين يدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

    ثم إن عمر رضي الله عنه وأرضاه قال: يا ابن رواحة! تفعل هذا أو تنشد الشعر في حرم الله وبين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام؟! وأنكر عليه ذلك، ولم يكتف بكون الرسول صلى الله عليه وسلم أقره؛ لأنه كان يفعل ذلك بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم فقيل: لاحتمال أن يكون الرسول عليه الصلاة والسلام شغل عنه بشيء آخر، ولكنه عليه الصلاة والسلام أوضح وبين بأنه يسمع كلامه، ولهذا قال: (خل عنه، فلهو أسرع فيهم من نضح النبل)، يعني: شعره نفاذه في قلوبهم، وتأثيره في نفوسهم، (أسرع من نضح النبل)، وهو رميهم بالنبل، يعني: أنه أشد تأثيراً عليهم، ويسلك في قلوبهم، ويؤثر في قلوبهم، وأن ذلك أسرع من (من نضح النبل)، أي: رمي النبل، فهو أسرع تأثيراً في قلوبهم، من إرسال النبل إليهم.

    والحديث دال على ما ترجم له المصنف في الحالتين: كون الشعر يكون في الحرم، وإنشاد الشعر في الحرم، ثم أيضاً كونه يمشي بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم.

    تراجم رجال إسناد حديث أنس في إنشاد الشعر في الحرم والمشي بين يدي الإمام

    قوله: [أخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم].

    وهو: أبو عاصم خشيش بن أصرم النسائي، هو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

    [حدثنا عبد الرزاق].

    وهو: عبد الرزاق بن همام الصنعاني اليماني، هو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا جعفر بن سليمان].

    جعفر بن سليمان، وهو صدوق، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

    [حدثنا ثابت].

    وهو: ثابت بن أسلم البناني البصري، هو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن أنس].

    هو: أنس بن مالك رضي الله عنه، صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088518933

    عدد مرات الحفظ

    777082885