إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. محاضرات الحج
  6. كتاب مناسك الحج
  7. شرح سنن النسائي - كتاب مناسك الحج - (كم طواف القارن والمتمتع بين الصفا والمروة) إلى (باب المتمتع متى يهل بالحج)

شرح سنن النسائي - كتاب مناسك الحج - (كم طواف القارن والمتمتع بين الصفا والمروة) إلى (باب المتمتع متى يهل بالحج)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • القارن يطوف طوافاً واحداً وسعياً واحداً للحج والعمرة، أما المتمتع فطوافين وسعيين، ويقصر المعتمر شعره أو يحلقه بعد انتهائه من السعي عند المروة، ويقصر بعضاً من أطراف شعره إن كان لعمرته ارتباط بالحج، ومن أهل بالحج ومعه هدي فيبقى على إحرامه حتى يبلغ الهدي محله.

    شرح حديث: (لم يطف النبي وأصحابه إلا طوافاً واحداً)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [كم طواف القارن والمتمتع بين الصفا والمروة؟

    أخبرنا عمرو بن علي حدثنا يحيى أخبرنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابراً رضي الله عنه يقول: (لم يطف النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافاً واحداً)].

    يقول النسائي رحمه الله: كم يطوف القارن والمتمتع بين الصفا والمروة؟ أي: كم على من كان قارناً من سعي؟ وكذلك من كان متمتعاً كم عليه من سعي؟ أو هذا هو المراد بالترجمة، وبالنسبة للقارن ليس عليه إلا سعي واحد؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام حج قارناً، وسعى سعياً واحداً بعد طواف القدوم، ولم يسع بعد طواف الإفاضة، ومثل ذلك المفرد؛ لأن أعمال المفرد وأعمال القارن واحدة إلا في أمرين:

    الأول: نية النسك، فالقارن ينوي نسكين: حج وعمرة، والمفرد ينوي نسكاً واحداً هو الحج.

    والأمر الثاني: هو الهدي، القارن عليه هدي، والمفرد لا هدي عليه.

    أما المتمتع فإنه يأتي بعمرته مستقلة وبحجه مستقلاً، وعمرته بركنيها الطواف والسعي، وحجه كذلك بأركانه الذي منها الطواف، والسعي، وعلى هذا، فالمتمتع عليه طوافان وسعيان: طواف، وسعي لعمرته، وطواف وسعي لحجه، وهذا هو الذي دلت عليه الأدلة.

    وعائشة رضي الله عنها وأرضاها كانت ممن تمتع، وحصل لها الحيض، وأدخلت الحج على العمرة، وصارت قارنة وطافت طوافاً واحداً، وسعت سعياً واحداً لحجها وعمرتها، لكن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم اللاتي لم يحصل لهن ما حصل لـعائشة، وكن معتمرات، طفن وسعين وتحللن ثم أحرمن بالحج وطفن وسعين للحج، وكانت عائشة رضي الله عنها وأرضاها، لم يحصل لها مثل ما حصل لهن من أنهن طفن مرتين، وسعين مرتين، فطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن تأتي بعمرة مستقلة عوضاً عن تلك العمرة التي أرادت أن تأتي بها مستقلة بطوافها وسعيها، والنبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إن طوافك وسعيك لحجك وعمرتك)، أي: إنها قارنة.

    وعلى هذا فالذين تمتعوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتوا بالعمرة قبل الحج، طافوا وسعوا وقصروا وتحللوا، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام، أمر القارنين والمفردين الذين لا هدي معهم أن يفسخوا إحرامهم إلى عمرة، ويطوفوا ويسعوا ويقصروا ويتحللوا، فالمتمتع عليه طوافان وسعيان: طواف وسعي لعمرته، وطواف وسعي لحجه، ومما يدل على ذلك ما جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، أن الذين كانوا قد أحلوا طافوا بعد الحج لحجهم، أي: طافوا بعد الصفا والمروة لحجهم؛ لأن طواف الإفاضة على الجميع، كل عليه طواف الإفاضة، القارن والمفرد والمتمتع كلهم عليهم طواف الإفاضة، لكن قول عائشة رضي الله عنها: أما الذين أحلوا من عمرتهم فإنما طافوا بعد الحج طوافاً لحجهم، قصدت بذلك السعي الذي يختص به المتمتعون؛ لأنهم عليهم طوافان وسعيان، قالوا: والمفرد فليس عليه إلا سعي واحد له محلان: محل بعد القدوم، ومحل بعد الإفاضة، إن فعل في المحل الأول لا يفعله في المحل الثاني؛ لأنه مرة واحدة، وإن لم يأتِ به في المحل الأول الذي هو بعد القدوم، تعين عليه أن يأتي به بعد طواف الإفاضة.

    وكذلك جاء عن بعض الصحابة ما يدل على ذلك، وهو أن متمتعين طافوا بين الصفا والمروة بعد حجهم لحجهم، بعد الحج للحج، وكانوا قد سعوا قبل الحج بالعمرة، حيث طافوا وسعوا وقصروا، أما حديث جابر رضي الله تعالى عنه الذي ذكره المصنف، فقال: (لم يطف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافاً واحداً)، وهذا يحمل على الذين كانوا أحرموا بإحرامه، حيث كانوا قارنين وساقوا الهدي، فإنهم ما طافوا بين الصفا، والمروة إلا طوافاً واحداً، وهو السعي الذي حصل مع طواف القدوم، أما المتمتعون فإنهم طافوا وسعوا، وبعد الحج طافوا وسعوا، لكن بعض أهل العلم يقول: إن المتمتع ليس عليه إلا سعي واحد، ويستدل على ذلك بما جاء في حديث جابر، وقد ترجم المصنف له بحيث قال: كم يطوف القارن والمتمتع بين الصفا والمروة؟ ثم أتى بحديث جابر الذي فيه: (لم يطف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافاً واحداً). فقالوا: إن المتمتع ليس عليه إلا سعي واحد، لكن الذي دلت عليه الأدلة وهي واضحة الدلالة: أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم المتمتعات طفن وسعين قبل الحج، وطفن وسعين بعد الحج، وكذلك الذين أحلوا من العمرة، حيث فسخوا الحج والقران إلى عمرة؛ إذ لم يسوقوا الهدي، فحصل منهم بعد الحج السعي بين الصفا والمروة، كما جاء ذلك عن عائشة وغيرها، وعلى هذا فالقول الصحيح الذي دلت عليه الأدلة أن المتمتع عليه طوافان وسعيان: طواف وسعي لعمرته، وطواف وسعي لحجه.

    تراجم رجال إسناد حديث: (لم يطف النبي وأصحابه إلا طوافاً واحداً)

    قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].

    وهو: عمرو بن علي الفلاس، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة؛ بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة.

    [عن يحيى].

    هو: يحيى بن سعيد القطان البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن ابن جريج].

    هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وهو ثقة، فقيه، يرسل ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي الزبير].

    وهو: محمد بن مسلم بن تدرس المكي، وهو صدوق، يدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن جابر].

    هو: جابر بن عبد الله الأنصاري، صحابي ابن صحابي رضي الله تعالى عنهما، وهو -أي: جابر بن عبد الله- أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله هذا، وأنس بن مالك، وأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عن الجميع، ستة رجال وامرأة واحدة، هؤلاء هم الذين عرفوا بكثرة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088559759

    عدد مرات الحفظ

    777332096