إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الجهاد
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الجهاد - (باب اجتماع القاتل والمقتول في سبيل الله في الجنة) إلى (باب غزوة الهند)

شرح سنن النسائي - كتاب الجهاد - (باب اجتماع القاتل والمقتول في سبيل الله في الجنة) إلى (باب غزوة الهند)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من الأشياء المسلم بها عند المسلمين أن الإسلام يجب ما قبله، فالقاتل والمقتول في الجنة يجتمعان إذا أسلم القاتل وقاتل فقتل. والمرابطة في سبيل الله يوم واحد تعدل أجر صيام شهر وقيامه، والجهاد في البحر له من الأجر العظيم ما لا يحصى.

    شرح حديث: (إن الله عز وجل يعجب من رجلين يقتل أحدهما صاحبه... ثم يدخلان الجنة)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [اجتماع القاتل والمقتول في سبيل الله في الجنة.

    أخبرنا محمد بن منصور حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إن الله عز وجل يعجب من رجلين يقتل أحدهما صاحبه، وقال مرة أخرى: ليضحك من رجلين يقتل أحدهما صاحبه، ثم يدخلان الجنة)].

    يقول النسائي رحمه الله: اجتماع القاتل والمقتول في سبيل الله في الجنة، المقصود من هذه الترجمة: بيان ما اشتمل عليه الحديث الذي سيق تحتها من جهة أن قاتلاً ومقتولاً في سبيل الله عز وجل اجتمعا في الجنة، القاتل الذي هو كافر قتل مسلماً يجاهد في سبيل الله، فكان ذلك المقتول في سبيل الله شهيداً، ويكون من أهل الجنة، ثم إن هذا الكافر القاتل من الله عليه بالإسلام، وقاتل حتى استشهد في سبيل الله، فاجتمع القاتل والمقتول في الجنة.

    وقد أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (يعجب الله من رجلين يقتل أحدهما صاحبه، وقال مرة: ليضحك من رجلين يقتل أحدهما صاحبه، ثم يدخلان الجنة)، والحديث جاء بلفظ العجب، وجاء بلفظ الضحك، وهما صفتان لله عز وجل ثابتتان؛ العجب ثابت في السنة، والضحك ثابت في السنة كما في هذا الحديث، والعجب أيضاً ثابت في القرآن على إحدى القراءتين، أو على إحدى القراءات الثابتة في قول الله عز وجل: بل عجبتُ ويسخرون، على قراءة أن المتكلم بذلك هو الله عز وجل، وهي من آيات الصفات، أما على قراءة: بَلْ عَجِبْتَ [الصافات:12]، يكون الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهي ليست من آيات الصفات، وعلى هذا، فالعجب والضحك صفتان من صفات الله عز وجل ثابتتان لله عز وجل، وهما على ما يليق بكماله وجلاله دون مشابهة لخلقه على حد قول الله عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة في جميع الصفات؛ يثبتون لله عز وجل كل ما أثبته لنفسه، وأثبته له رسوله عليه الصلاة والسلام من غير تشبيه ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، بل على ما يليق بكمال الله وجلاله، على حد قول الله عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، فإن هذه الآية الكريمة هي عمدة أهل السنة والجماعة في إثبات الصفات مع التنزيه؛ لأن قول الله عز وجل في آخر الآية: وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، فيه الإثبات للسمع والبصر، وقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11]، التنزيه لله عز وجل من أن يكون سمعه وبصره كأسماع المخلوقين وأبصارهم؛ بل سمعه وبصره كما يليق به من غير مشابهة لخلقه.

    وأهل السنة والجماعة في باب الصفات وسط بين المعطلة والمشبهة، فالمشبهة أثبتوا وشبهوا، والمعطلة عطلوا ونزهوا، وأهل السنة والجماعة أثبتوا ونزهوا، فالمشبهة عندهم حق وهو الإثبات إذ لم يعطلوا، ولكن عندهم باطل وهو التشبيه، والمعطلة عندهم نفي وعندهم تنزيه، وأهل السنة والجماعة تركوا النفي وتركوا التشبيه، وصاروا إلى الإثبات مع التنزيه؛ فيثبتون لله عز وجل ما أثبته لنفسه، وأثبته له رسوله على وجه يليق بكماله وجلاله، مع تنزيهه عن مشابهة المخلوقين، بل صفاته كما يليق به سبحانه وتعالى، فهم وسط بين المشبهة والمعطلة، المشبهة أثبتوا وشبهوا، وأهل السنة أثبتوا ولم يشبهوا، والمعطلة نفوا ونزهوا، وأهل السنة أثبتوا ونزهوا، فلم ينفوا ولم يعطلوا، بل هم مثبتة منزهة، ومثبتة غير معطلة ومشبهة، بل هم منزهة لله عز وجل عن مشابهته لخلقه سبحانه وتعالى، هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة في صفات الله عز وجل على سبيل العموم، أي: بالنسبة لجميع الصفات، كلها من باب واحد، وكلها على طريقة واحدة، كل ما ثبت في الكتاب والسنة يثبت على ما يليق بالله عز وجل من غير تشبيه ومن غير تعطيل، بل على حد قول الله عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11].

    تراجم رجال إسناد حديث: (إن الله عز وجل يعجب من رجلين يقتل أحدهما صاحبه... ثم يدخلان الجنة)

    قوله: [أخبرنا محمد بن منصور].

    هو محمد بن منصور الجواز المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي.

    [حدثنا سفيان].

    هو ابن عيينة المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي الزناد].

    هو عبد الله بن ذكوان، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وأبو الزناد لقب، وكنيته: أبو عبد الرحمن، واسمه: عبد الله بن ذكوان.

    [عن الأعرج].

    هو عبد الرحمن بن هرمز المدني، مشهور بلقبه: الأعرج، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي هريرة].

    هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله تعالى عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أكثر الصحابة حديثاً على الإطلاق عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088538363

    عدد مرات الحفظ

    777201606