إسلام ويب

الاستقامة على الحق والثبات عليهللشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الاستقامة على الحق هي سبيل النجاة والفوز بموعود الله، والشيطان يتدرج بالإنسان في الانحراف به عنها؛ ولا بد لمريد الاستقامة من معرفة طريقي الخير والشر معاً، والتوكل على الله والتضرع إليه، وكثرة ذكر الله وتدبر آياته.

    الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

    فإن الله سبحانه وتعالى قد جعل الحق ظاهراً بيناً, وجعل أيضاً ما يخالف الحق بالظهور والجلاء على حد سواء مع الحق, ليكون الإنسان على اتباع ببيان ووضوح, وعلى طمأنينة وسكينة عند سلوكه لذلك الطريق, فيسلك الطريق وهو على أُنس وثبات, ويسير فيه ولو كان في ظلمات؛ لأن نوره معه, فالله عز وجل ثبته وأنار قلبه, فالنور الحقيقي هو نور القلب, ولهذا جعل الله عز وجل كتابه العظيم هدى ونوراً, وجعل الله سبحانه وتعالى غيره من الأمور التي تحرف الناس عن منهج الله سبحانه وتعالى وتحيد بهم جعلها الله عز وجل ظلمة وضلالاً.

    إن الاستقامة على الشيء هي فرع عن معرفته, فإن الإنسان لا يستقيم على شيء إلا وقد عرفه, فإذا كان الإنسان مستريباً لما يعلم وما يسلك من طريق كان ثباته حينئذ مهزوزاً, ومسيره في ذلك على شك وريب؛ كحال الإنسان الذي يسلك طريقاً لأول مرة يسلكها، ولم يكن على بينة ومعرفة بها, فإنه حينئذ يسلكها بوجل وترقب وخوف وقلق, فربما انتكس واضطرب عند أول داع على خلاف ذلك الصراط المستقيم.

    والله سبحانه وتعالى قد بين لهذه الأمة الحق برسوله صلى الله عليه وسلم, إذ أنزل الله عز وجل عليه الكتاب العظيم, وجعل كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم تبياناً لما استغلق على الأفهام ولم يدرك، فمراد الله سبحانه وتعالى في بعض المواضع يكون بقول النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك فعله وتقريره يكون تبياناً لما أجمل من كلامه سبحانه وتعالى, فكانت الشريعة بينة ظاهرة, كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ [هود:1], ويقول النبي صلى الله عليه وسلم -كما جاء في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير-: ( الحلال بين، والحرام بين ), والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها, لا يزيغ عنها إلا هالك ).

    إن الطريق المستقيم بينه الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة, فكان الناس على منهج قويم وعلى صراط مستقيم, وكان هذا الصراط مبيناً بالرسول الذي جعله مستقيماً, وذلك البيان يتضح بمعرفة الصراط بنفسه وبمعرفة ضده, ولهذا يقال: وبضدها تتبين الأشياء.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089441864

    عدد مرات الحفظ

    785085142