إسلام ويب

فضل ذكر اللهللشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • ورد في السنة النبوية صيغ عديدة ومتنوعة للأذكار منها (سبحان الله والحمد لله)، وثبت في السنة أنها تملأ ما بين السماء والأرض، ومرد ذلك إلى أن التسبيح يعني تنزيه الله سبحانه عن كل نقص أو عيب، وأما الحمد فهو رأس الشكر، ولهذا كان حرياً بالمسلم أن يشغل أوقاته بذكر الله تعالى، لما فيه من الأجر العظيم، ولأن الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله كمثل الحي والميت.
    الحمد لله رب العالمين، وصلاة الله وسلامه على نبيه ومصطفاه سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحابته وجميع من آمن به واستن بسنته واهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فيا معاشر الأبناء والإخوان! أحييكم جميعاً بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    استجابة لدعوة إخواننا أهل مركز الدعوة والإرشاد بالمدينة خرجنا للمرة الثالثة، وها نحن ما زلنا مع حديث مسلم ، والذي خرجه من طريق أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، ونص الحديث الشريف: ( الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ).

    فتناولنا كلمتين من هذه الكلمات الطيبات: الأولى: (الصلاة نور)، والثانية بعد أسبوع: (الحمد لله تملأ الميزان)، وموعدنا الليلة مع قوله صلى الله عليه وسلم: (وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض)، هذه الجملة الكريمة هي كلمة طيبة نعيش عليها في هذه الساعة من الزمن في بيت الله مع أولياء الله، وكل راج رحمة الله، اللهم لا تحرمنا رحمتك.

    قوله فداه أبي وأمي: (سبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض) أولاً: هذا الشك إنما هو من الراوي، الرسول صلى الله عليه وسلم إنما قال: (تملأ ما بين السماء والأرض) أو قال: (تملآن ما بين السماء والأرض)، لكن من باب الأمانة، وما حمل هذا الدين ووصل إلى عامة المسلمين وفي كل ديارهم إلا بالأمانة، فإذا شك الراوي فالأمانة تتطلب منه أن يذكر اللفظين؛ إذ أحدهما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعاً، بخلاف ما لو رجح أحد اللفظين وذكره، إذ قد يكون اللفظ المتروك هو الذي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، ويترتب على هذا ضياع خير كثير، بل يترتب عليه إيقاع أمة الإسلام بملياراتها في خطر، فالأمر ليس من السهل بحيث إن شاء ذكر هذا اللفظ وإن شاء ذكر ذاك.

    وهذا تلحظونه في كل الأحاديث النبوية، حيث يشك الراوي من الصحابة أو التابعين أو تابع التابعين إلى عهد التدوين، إذ مضت فترة من الزمن قرابة مائة سنة ما كانوا يدونون وإنما كانوا يحفظون، فحملوا هذه الأمانة خير محمل، ووصلوا بها إلى حيث اطمأن المسلمون إلى صحتها وسلامتها.

    قوله: ( تملآن أو تملأ)، سبحان الله والحمد لله بوصفها جملة (تملأ)، وبوصفها كلمتين ( تملآن ما بين السماء والأرض ).

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088537042

    عدد مرات الحفظ

    777192706