إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الجنائز
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الجنائز - باب الإذن بالجنازة - باب السرعة بالجنازة

شرح سنن النسائي - كتاب الجنائز - باب الإذن بالجنازة - باب السرعة بالجنازةللشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • بيّن الشرع الحكيم جواز الإذن بالجنازة أي الإعلان بها، وحث على الإسراع بالجنازة، وأن هذا ما كان عليه في زمن النبي عليه الصلاة والسلام.

    شرح حديث: (إذا ماتت فآذنوني ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [الإذن بالجنازة.

    أخبرنا قتيبة في حديثه عن مالك عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف رضي الله تعالى عنه (أنه أخبره أن مسكينة مرضت، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرضها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المساكين، ويسأل عنهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ماتت فآذنوني، فأخرج بجنازتها ليلاً، وكرهوا أن يوقظوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بالذي كان منها، فقال: ألم آمركم أن تؤذنوني بها؟ قالوا: يا رسول الله، كرهنا أن نوقظك ليلاً، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صف بالناس على قبرها وكبر أربع تكبيرات)].

    يقول النسائي رحمه الله: باب الإذن في الجنازة، المقصود من هذه الترجمة: الإخبار بالجنازة حتى يصلى عليها، وقد أورد النسائي رحمه الله، حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف رضي الله عنه في قصة المسكينة التي مرضت، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعودها وكان يعود المساكين، وهي من جملتهم، فأمرهم أن يخبروه عنها إذا ماتت وذلك ليصلي عليها صلى الله عليه وسلم، وكانت قد ماتت في الليل، وذهبوا بها ودفنوها، ولم يخبروا النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأنهم كرهوا أن يوقظوه، وأن يخبروه بذلك، فلما أصبح أخبر عنها، وقال: ألم آمركم أن تخبروني وتؤذنوني، فقالوا: إنا كرهنا أن نوقظك، فذهب وصف على قبرها معه جماعة من أصحابه وصلى عليها.

    المقصود من الحديث هو قوله: (آذنوني)، يعني: أخبروني، وهذا يدل على جواز الإخبار عن الميت إذا مات حتى يصلى عليه، وحتى يعلم الناس أو بعض الناس ممن يهمهم ذلك بوفاته.

    فلو أخبر بعض أئمة المساجد عن جنازة معينة، بأنه سيصلى عليها في الوقت الفلاني في المسجد النبوي أو في غير ذلك، فإن هذا لا بأس به، وهذا الحديث يدل على ذلك؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام أمر بأن يخبر عن وفاتها إذا ماتت حتى يصلي عليها، فدل هذا على أن مثل ذلك سائغ، وفي ذلك فائدة كبيرة، ومصلحة عظيمة حتى يصلي عليه كثير من الناس، وهذا هو المقصود من إيراد الحديث.

    والحديث فيه: بيان ما كان عليه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام من الرأفة والرحمة بالمساكين، والتواضع لهم، وأنه كان يعود المساكين في مرضهم، والصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، لم يخبروا النبي عليه الصلاة والسلام بوفاتها مع أمره إياهم بذلك؛ لأنهم كرهوا أن يطرقوا عليه، ويوقظوه من نومه ليخرج معهم إلى البقيع لدفن هذه الجنازة، والنبي عليه الصلاة والسلام لما لم يصل عليها قبل دفنها، فإنه ذهب وصلى معه جماعة من أصحابه على قبرها، وهذا يدلنا على أنه يجوز لمن فاتته الصلاة على الجنازة أن يصلي عليها على القبر بعد دفنها بمدة وجيزة، أما إذا طال الأمد وبعد العهد في الوفاة، فإنه لا يصلى عليها، ولكن يدعو الإنسان لصاحبها بدون صلاة، أما إذا كان الدفن حديثاً والعهد قريباً، فإنه يصلى عليها لفعل النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، هذا وهو كونه ذهب وصلى عليها، ولا يقال: إنه لم يصلَّ عليها فلذلك صلى عليها رسول الله، بل هذه صلاة أخرى، وصلاة ممن لم يصل، وإلا فمن المعلوم أن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، لا يدفنونها بدون أن يصلوا عليها، فقد علموا الصلاة على الجنازة.

    قوله: [(أن مسكينة مرضت، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرضها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المساكين ويسأل عنهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ماتت فآذنوني، فأخرج بجنازتها ليلاً وكرهوا أن يوقظوا رسول الله صلى الله عليه وسلم)].

    وفيه: دليل على جواز الدفن بالليل، ولكن الدفن بالنهار أولى ليكون فيه كثرة المصلين، بخلاف الليل، فإنه إذا مات الميت في الليل، ثم صلي عليه، والناس نائمون وذهب به ودفن، لا يحصل أن يصلي عليه مثل من يصلي عليه ما لو كان ذلك في النهار.

    وقوله: [(فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بالذي كان منها، فقال: ألم آمركم أن تؤذنوني بها؟ قالوا: يا رسول الله، كرهنا أن نوقظك ليلاً، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صف بالناس على قبرها، وكبر أربع تكبيرات)].

    وفيه: أيضاً دليل على أن عدد التكبيرات في الجنازة أربعة، وهذا هو الغالب على فعله عليه الصلاة والسلام، وهو الذي فعله الخلفاء الراشدون من بعده، وإلا فإنه جاء زيادات على الأربع في أحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الذي هو غالب والذي عمل به الخلفاء أربع تكبيرات.

    ثم أيضاً في قوله: (كرهوا أن يوقظوه) أي: أن يشقوا عليه بالذهاب في ليلة ظلماء.

    وفيه: ما يدل على بطلان ما يقوله بعض الذين يغلون في الرسول عليه الصلاة والسلام، والذين يقولون: إنه لا ظل له، وأنه إذا كان يمشي في الشمس، فإنه لا يكون له ظل، لأن نوره يقابل نور الشمس فلا يكون له ظل، فإن هذا من الغلو في الرسول عليه الصلاة والسلام، ولو كان الأمر كذلك لما كان بحاجة إلى أن يكره أن يذهب في الظلام، وإذا مشى عليه الصلاة والسلام في الطريق يكون مضيء إضاءة حسية، والأمر ليس كذلك، بل نوره، وإشراقه، نور العلم، والإيمان، والحق، والهدى الذي جاء به صلى الله عليه وسلم، وإلا فإنه يكون يمشي في الظلام، ولا يقال: أنه لا يكون هناك ظلام ما دام أنه موجود؛ لأنه يضيء كما تضيء المصابيح، وقد جاء عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها، أنه كان يصلي في حجرتها، وكان البيوت ليس فيها مصابيح، فإذا سجد غمزها حتى تؤخر رجلها، فإذا قام يصلي، مدت رجلها، ولو كان الأمر كما يقول هؤلاء الغلاة لما احتيج إلى أن يقول: والبيوت ليس فيها مصابيح، لأنه يكون مضيئاً، يعني: لكل ما حوله، ولا يكون هناك ظلام مع وجوده صلى الله عليه وسلم.

    تراجم رجال إسناد حديث: (إذا ماتت فآذنوني ...)

    قوله: [أخبرنا قتيبة].

    هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وبغلان قرية من قرى بلخ، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن مالك].

    هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام، المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة، والجماعة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن الزهري].

    هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن زهرة بن كلاب يلتقي نسبه مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم في كلاب، وقصي وزهرة أخوان وهما أبناء كلاب، وهو مشهور بالنسبة إلى زهرة فيقال: الزهري ومنسوب إلى جده شهاب فيقال: ابن شهاب، وهو إمام، فقيه، ومحدث جليل، ومكثر من رواية حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو الذي قام بجمع السنة بتكليف من الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه، كما قال السيوطي في الألفية:

    أول جامع الحديث والأثر ابن شهاب آمر له عمر

    والمراد بهذه الأولية بالنسبة للجمع الذي يكون بتكليف من السلطان وولي الأمر، وإلا فإن الجمع والكتابة التي تكون بجهود فردية، وبأعمال خاصة هذا موجود من قبل ذلك، وفي الصحابة من كان يكتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك في التابعين، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه هو ممن كان يكتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه.

    فإذاً: الجمع الذي قام به عمر أو الأولية التي حصلت من عمر هي بالنسبة لعمل السلطان والتكليف من ولي الأمر، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف].

    وأبو أمامة رضي الله تعالى عنه، مشهور بكنيته واسمه: أسعد، قيل: إنه سمي باسم جده أسعد بن زرارة جده لأمه هو أسعد بن سهل بن حنيف، وهو معدود في الصحابة وله رؤية ولم يسمع من النبي عليه الصلاة والسلام، فحديثه من قبيل المرسل، ولكن أمثاله الغالب إنما كانوا يأخذون عن الصحابة الذين سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088584906

    عدد مرات الحفظ

    777499135