إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد المحسن العباد
  5. سلسلة شرح سنن النسائي
  6. كتاب الجهاد
  7. شرح سنن النسائي - كتاب الجهاد - (باب غزو الترك والحبشة) إلى (باب فضل النفقة في سبيل الله)

شرح سنن النسائي - كتاب الجهاد - (باب غزو الترك والحبشة) إلى (باب فضل النفقة في سبيل الله)للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أخبر الرسول الكريم أن أموراً غيبية ستقع في المستقبل منها: قتال الترك والحبشة، وحث الناس على النفقة في سبيل الله، وخصوصاً لتجهيز الغزاة؛ لحصولهم على الأجور العظيمة والمنازل الرفيعة.

    شرح حديث: (... دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [غزوة الترك والحبشة.

    أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا ضمرة عن أبي زرعة السيباني عن أبي سكينة رجل من المحررين، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورضي الله عنه، قال: (لما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحفر الخندق، عرضت لهم صخرة حالت بينهم وبين الحفر، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأخذ المعول، ووضع رداءه ناحية الخندق، وقال: تمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم، فندر ثلث الحجر، وسلمان الفارسي قائم ينظر، فبرق مع ضربة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برقة، ثم ضرب الثانية، وقال: تمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم، فندر الثلث الآخر، فبرقت برقة، فرآها سلمان، ثم ضرب الثالثة وقال: تمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم، فندر الثلث الباقي، وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ رداءه وجلس، قال سلمان: يا رسول الله، رأيتك حين ضربت ما تضرب ضربة إلا كانت معها برقة، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا سلمان، رأيت ذلك؟ فقال: إي والذي بعثك بالحق يا رسول الله، قال: فإني حين ضربت الضربة الأولى رفعت لي مدائن كسرى وما حولها، ومدائن كثيرة حتى رأيتها بعيني، قال له من حضره من أصحابه: يا رسول الله، ادع الله أن يفتحها علينا، ويغنمنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك، ثم ضربت الضربة الثانية فرفعت لي مدائن قيصر، وما حولها حتى رأيتها بعيني، قالوا: يا رسول الله، ادع الله أن يفتحها علينا، ويغنمنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك، ثم ضربت الثالثة فرفعت لي مدائن الحبشة، وما حولها من القرى حتى رأيتها بعيني، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند ذلك: دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم)].

    يقول النسائي رحمه الله: غزو الترك والحبشة، المراد بهذه الترجمة: الإشارة إلى ما ورد من الأحاديث في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما يتعلق بغزو الترك والحبشة، وهما جنسان من الناس، أورد النسائي في هذه الترجمة حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي عليه الصلاة والسلام لما حفروا الخندق، عرضت لهم صخرة كبيرة ما استطاعوا تكسيرها وزحزحتها، فالنبي صلى الله عليه وسلم نزل وأخذ المعول، وهو: الآلة التي يكسر بها، ويحفر بها، فضرب ضربةً، فحصل بريق ولمعان، وانكسرت قطعة منها تأتي مقدار ثلثها، ثم ضرب ضربةً ثانيةً، وحصل مثل الأولى بريق ولمعان، وانكسر ثلث، ثم بعد ذلك ضرب ضربةً، وحصل بريق ولمعان، وانكسر باقيها.

    عند ذلك خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ رداءه، وكان قد وضعه قبل أن ينزل لكسرها، فسأله سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه، عن الذي حصل من هذا البريق واللمعان؟ فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه: عند المرة الأولى عرضت عليه مدائن كسرى وما حولها، وسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسول: أن يدعو الله عز وجل بأن يغنمهم إياها، وأن يفتحها عليهم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وضرب الضربة الثانية، وحصل بريق ولمعان فعرضت له مدائن قيصر وما حولها، وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يمكنهم منها، وأن يفتحها عليهم ويغنمهم الغنائم، ويمكنهم من أخذ الكنوز، فدعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المرة الثانية عرضت له بلاد الحبشة، وما حولها من القرى، ولم يحصل مثلما حصل في المرتين السابقتين، من الدعاء بأن يفتحها الله عز وجل عليهم، وأن يغنمهم إياها.

    عند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: [(دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم)]، وقيل: إن ما جاء في هذا الحديث أنه منسوخ، وأن هذا كان في أول الأمر في حال ضعف المسلمين، وأنه بعد ذلك في حال قوتهم نسخ ذلك، وتكون البلاد كلها، والمشركون كلهم أمر المسلمون بقتالهم، حيث قال الله عز وجل: وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً [التوبة:36]، قالوا: فهذا ناسخ بما جاء في هذا الحديث، وأن هذا كان في أول الأمر، وأنه في حال ضعف المسلمين، وأنه في حال قوتهم يتغير الوضع، وأنهم يقاتلون من أمكنهم قتاله.

    وقد حصل بالنسبة لبلاد كسرى، وقيصر أن فتحها الله عز وجل للمسلمين، وغنموا منها ما غنموا، وكنوز كسرى وقيصر أنفقت في سبيل الله، وذلك في زمن الفاروق، حيث قضي على الدولتين العظميين في ذلك الزمان؛ دولة فارس، والروم، وأتي بالذهب، والكنوز التي لكسرى، وقيصر، وأنفقت في سبيل الله على يد الفاروق رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وذلك في زمن خلافته رضي الله عنه، فدعاء النبي صلى الله عليه وسلم استجابه الله عز وجل، بل قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم الإخبار بأن كنوز قيصر، وكسرى ستنفق في سبيل الله، وقد تحقق ذلك، ووقع ما أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام من إنفاق الكنوز التي لكسرى وقيصر، وأنها أنفقت في سبيل الله، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة والسلام، وهذا من دلائل نبوته حيث يخبر بالأمر المستقبل، ثم يقع طبقاً لما أخبر به صلى الله عليه وآله وسلم.

    وأما بالنسبة للترك والحبشة: فلم يحصل مثلما حصل لهم من الدعاء عليهم: بأن يغنم الله عز وجل المسلمين الغنائم منهم، وبعض أهل العلم قال: إن هذا منسوخ، وبعضهم قال: إنه غير منسوخ، وأن السبب في ذلك أن بلاد الحبشة بينها، وبين بلاد العرب البحر، والمسافة بعيدة، وفيه كلفة ومشقة، وبالنسبة للترك بلادهم باردة، وهي تختلف عن بلاد العرب التي هي بلاد حارة، فيكون في ذلك مشقة بالغة، وضرر كبير على المسلمين، ومن العلماء كما قلت: من قال: إن هذا الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حق الترك والحبشة إنما كان هذا في أول الأمر، وأنه في حال ضعف المسلمين، وأنه في حال قوتهم يكون الأمر بالعكس، وأن المسلمين مأمورون بمقاتلة الكفار جميعاً، كما أنهم يقاتلون المسلمين جميعاً.

    تراجم رجال إسناد حديث: (... دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم)

    قوله: [أخبرنا عيسى بن يونس].

    صدوق ربما أخطأ، أخرج له النسائي، وابن ماجه.

    [حدثنا ضمرة].

    هو ضمرة بن ربيعة، وهو صدوق يهم قليلاً، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وأصحاب السنن الأربعة.

    [عن أبي زرعة السيباني].

    اسمه يحيى بن أبي عمرو، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

    [عن أبي سكينة].

    هو رجل من المحررين، يعني: ممن أعتقوا وحصلت لهم الحرية بعد الرق، وهو مختلف في صحبته، وحديثه أخرجه أبو داود، والنسائي.

    [عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم].

    وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الجهالة فيهم لا تضر ولا تؤثر، والمجهول فيهم في حكم المعلوم، وهذا فيهم خاصة، أما غيرهم فيحتاج الأمر إلى معرفته، ومعرفة حاله من الثقة والضعف، وما يتعلق بذلك، وأما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم وحدهم الذين لا يحتاجون إلى مثل ذلك، وهذه من خصائصهم رضي الله عنهم وأرضاهم، ولهذا فإن العلماء يكتفون بأن يذكر الشخص أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك كافٍ في تعديله، وفي معرفته وفي الاحتجاج بما جاء فيه؛ لأن المجهول فيهم، أي: في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في حكم المعلوم.

    وقد ذكر الخطيب البغدادي أنه قال: ما من رجل من رجال الإسناد إلا ويحتاج إلى معرفة حاله، ما عدى أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فإنه لا يحتاج فيهم ما يحتاج في غيرهم، فالمجهول فيهم في حكم المعلوم رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم؛ لأنهم لا يحتاجون إلى تزكية بعد تعديل الله عز وجل لهم، وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.

    شرح حديث: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك ...)

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة حدثنا يعقوب عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك؛ قوماً وجوههم كالمجان المطرقة، يلبسون الشعر، ويمشون في الشعر)].

    أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: [(لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك؛ قوماً وجوههم كالمجان المطرقة، يلبسون الشعر، ويمشون في الشعر)]، وهذا يستدل به على أن الترك يقاتلون، وأنه لا تقوم الساعة حتى يحصل قتالهم من المسلمين، وفي الحديث بيان أوصافهم، وأن وجوههم كالمجان المطرقة، والمجن هو: الترس الذي يتقى به سهام الأعداء، والمطرقة أو المطرقة هي: التي يجعل طبقات من الحديد، يعني: طبقةً فوق طبقةٍ، مثلما يقال في النعال: طبقةً فوق طبقة، ويوصل بعضها ببعض، فقيل: إن وجه الشبه من جهة الشدة والقوة، وقيل: الاستدارة، يعني: وجه الشبهة.

    وقوله: [يلبسون الشعر]، أي: أنهم يتخذون هذا اللباس الذي هو الصوف، الذي هو يتخذ من الشعر؛ وذلك لأن بلادهم باردة، فهم بحاجة إلى مثل هذا اللباس للتدفئة، [ويمشون في الشعر]، أي: أن نعالهم أيضاً تكون من الشعر.

    تراجم رجال إسناد حديث: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك ...)

    قوله: [أخبرنا قتيبة].

    هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [حدثنا يعقوب].

    هو يعقوب بن عبد الرحمن القاري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.

    [عن سهيل].

    هو سهيل بن أبي صالح، وهو صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبيه].

    هو أبو صالح السمان ذكوان، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

    [عن أبي هريرة].

    هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو أكثر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً رضي الله تعالى عنه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088549108

    عدد مرات الحفظ

    777268010